Sunday, December 10, 2006

صابر وراضى ..الشكل المطلوب


صابر وراضى ... الشكل المطلوب


السبت 9 / 12 / 2006 م الساعة 11 مساءاً

.شاهدت جزء من برنامج " البيت بيتك " بالقناة الثانية فى التليفزيون المصرى لقاء للمذيع والصحفى
الشهير " محمود سعد " مع مواطن مصرى بدأ عاملاً على " عربة كبدة " حتى صار شريكاً فى محل أو مطعم
..قام الرجل بتربية ابنائه ورعايتهم وتعليمهم حتى وصلوا لدرجات علمية جيدة
حتى أن ابنه الأكبر صار استاذاً جامعياً
..كان المنحى فى البرنامج أن يقدم صورة مشرقة... صورة كفاح لأب فاضل قام بالمطلوب منه على أكمل وجه
..." كانت أبرز الكلمات فى الحوار عندما قال الضيف " أنا راضى عن حياتى ...
ولما سُئل عن أمنيته قال " أن أذهب للحج" ..ووعده المذيع أن يساعده فى ذلك بمساعدة أصدقائه - المذيع - لا المواطن ..من أصحاب شركات السياحة
..تأملت اللقاء ..ما الجذاب فيه ؟؟
..أب مصرى بسيط يربى ابنائه وفق إمكانياته وظروفه حتى وفقهم الله فى التعليم..
كل أبائنا وأهالينا يقومون بنفس العمل ...ويستحقون الشكر ..لا جدال على ذلك ..
ما الشئ الجذاب الذى يجعل هذا الرجل يظهر على شاشة التليفزيون الرسمى لمصر
فكرت كثيراً حتى وجدت أنه
الرضا
الرضا هى الكلمة السحرية التى جعلت من هذه القصة العادية مثيرة للتليفزيون المصرى فقدمها لنا
إن النظام عبر وسائل إعلامه التى يحتكرها ويتحكم فيها يقدم لنا نموذجاً يُحتذى
...كالأتى

أولاً : يجد الإنسان المصرى نفسه فى الحياة ..يجب أن يبحث عن مصدر رزق ويحاول أن يعمل ويكون شاكراً جداً لنظام الحكم الرشيد إذا توافرت له فرصة عمل
.
ثانيا ً : يتزوج - لو استطاع - ولن يمنعه النظام من الإنجاب و ليكن طفلاً واحداً أو إثنان لكى لا يتسبب فى زيادة سكانية تُضيع جهود النظام لتحقيق الرفاهية لجموع المواطنين
.
ثالثاً : يعمل جاهداً ويظل يعمل ويجاهد حتى يربى أبنائه - دون أن ينتظر دعما ً من أحد - .
...وينتهى به المطاف إلى أن يتمنى أن يحج لبيت الله الحرام ..لكى يرضى الله
..بعد أن عاش حياة بسيطة لم يغضب فيها أحد .... ويموت ...ويدخل الجنة .

هذا هو النمط الذى قدمه اللقاء ... صابر وراضى .......دعونا ندقق فى ملامح هذه الصورة قليلاً ونتسائل
....لماذا نعيش ؟؟ ..ما الجدوى من الحياة ..ألهذا خٌلقنا ؟؟
...لكى نأكل إن وجدنا طعام ونتناكح إن وجداً شريكا للنكاح .
.... ونكون شاكرين للقدر ..
الرضا
...يا لها من كلمة لمثل هذه الحياة ...
.هذا الرجل كان عاملاًعلى عربة كبده – حتى أنه لم يكن مالكها –
ألم يتعرض لمضايقات من الشرطة والبلدية وأجهزة الرقابة الصحية ؟
ألم يحتاج هذا الرجل فى أى مرحلة من حياته أن يدخل مستشفى حكومى – بإعتبار أنه بسيط وفقير – وهل وجد المستشفى الحكومى جاهز لإستقباله وعلاجه ؟
ألم يمرض هذا الرجل وظل فترة ملازماً للفراش غير قادر على العمل ...هل وجد من ينفق عليه وعلى أسرته ..هل وجد تأميناً أو بدل بطالة ؟
أراضٍ هذا المواطن عن أوضاعه المعيشية بصفة عامة ..وسائل المواصلات والطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحى ..وغير ذلك ؟
إنه الرضا
...إن النظام يحدد لنا جدوى الحياة وكيف نحياها... يقدم لنا الغاية والأسلوب ثم المصير فى النهاية ...ويريدنا أن نطيعه ولا نهتم بما ليس لنا .. وعلى طريقة " ولا تقربوا الصلاة " ...." لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم "ثم
....... " أخيراً " دعوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ..لكى تدخلوا الجنة

Thursday, December 07, 2006

صورة العصر


صورة العصر


ويسيلُ بريقُ النجومِ بطيئاً
ويسطعُ فى الأفقِ سيفُ الشتاء
وتَغسِلُنا الذكرياتُ بأمطارها...ثم تنشرُنا فى سقوفِ الهواء
وفى ليلِِ غُربتِنا هذه ......تعقمُ الكلمات
وتقتات ُ من لحمهِا الكبرياء


ويحدثُ أن يستحمَ الدجىَ فى العيون
وأن يعقدَ اليأسُ ألسنةَ الشعراء


ويصعبُ أن تنزَعى صورة العصرِ
من مقلتينِ تٌطلٌ ورائهما صورةَ العصرِ


كان طقوساً جحيمية , وتماثيل ألهة

وحوائطَ منقوشةَ بالغرائب
كان فضاءً عظيم الخرائب
كان قطاراً يغوصُ بركابهِ فى الوحول
ويسقطُ دون الوصول

ويصعبُ ان تَنفُضى عن جَناحىَ هاتين

ريشَهُما الاستوائى
فالدمُ إرثٌ قديمٌُ تنوء به الكائنات
وأزمنةٌ الموت , أمكنةٌ تتناسلُ فى الموت
والشعرُ هذا الذى تتلاطمٌ فى الكونِ امواجُهُ
ثم تَنصبُ فينا
يظلُ – كما كان منذ ألوفِ السنين –
هو الشعر .......
يعزفُ إيقاعَهُ المتمرَدُ عبر نخاعِ العظام

ويصعبُ أن تتعانقَ أذرعةُ الشجرِ الصندلى
وأن تتنفسَ ساقيةُ المسكِ
فى غابةٍ من رخام

دعينى إذن ..أتأملُ بهائَكِ فى شفقِ العمر
ثمةَ ريح رماديةٌ – يا رفيقةَ عُمرى –
تلفَحُنا فجأةً وتجفُفٌ اغصانَنا
وتعاتِبُنا ...وتغاضِبُنا
وتباعِدُنا ...وتقارِبُنا
فإذا الشعرُ يكتُبنا
وإذا بعذابتِنا تتناغمُ
أو تتلاطمُ فى سنواتِ الظلام.
........................................
قصيدة صورة العصر للشاعر السودانى الكبير
محمد الفيتورى
من ديوان نارٌ فى رمادِ الأشياء

Saturday, December 02, 2006

شاهد عيان على تمكين المرأة


الخميس 30 نوفمبر 2006 ميلادية....الساعة 7 مساءاً
كنت وصديقى هناك.فى مطعم يَطل على بوابة جامعة المنصورة بشارع جيهان فى تقاطعه مع شارع الجلاء ( بوابة الجلاء ) وشاهدت هذا الموقف
مجموعة من الفتيات المنقبات ( 6 قتيات منقبات وواحدة محجبة ) يقتربن من المرور من البوابة ..يقف أفراد حرس الجامعة متحفزين ..يطالبهن بالكارنيهات ..لا يسمحون لهن بالدخول ألا بعد الإطلاع على كارنيهاتهن جميعاً.
قلت لصديقى : أرأيت هذا ؟ ...جاوبنى : إنه إجراء روتينى لكل الداخلين للجامعة شباباً أو بناتاً منقبات أو غير ذلك ....قلت له : أتعتقد هذا ؟ للننتظر ...
بعد قليل ..مجموعة من الفتيات لابسات الجينز والتى شيرت يقتربن من المرور من البوابة ..لم يتقدم إليهم الحرس ..ودخلن الجامعة بسهولة ويسر ....
حقاً ..إنه زمان تمكين المرأة ...!! ولكن ...المرأة - كما يريدون - .............. وعجبى

Thursday, November 16, 2006

الخوف والغربة..يا معين الضنى علىّ ..أعنى على الضنى


أقترب من الغربة ..حاولت كثيراً ان أؤؤجلها ..ولكنها قدر .
كنت أؤمن سابقاً بأبيات من الشعر للإمام ( الخطابى ) - وهو من أئمة أهل الحديث وكان من مدينة تَدعى " بَست " من بلاد "كابل " من أفغانستان وينتهى نسبه إلى " زيد بن الخطاب " اخى "عمر بن الخطاب " رضى الله عنه
كان يقول فى شعره
وما غربة الإنسان فى شقة النوى .....لكنها والله فى عدم الشكل
وأنى غريب بين بست وأهلها ...وإن كان بها صحبتى وبها أهلى
يقصد أنالغربة الحقيقية كما يراها فى عدم وجود الأقران الذين يماثلوننا فى الطبع والفكر والمعتقد
لا فى غربة المكان
فقد ترتاح فى أرض غريبة مع أناس ليسوا أبناء وطنك لكنهم يماثلونك فى المعتقدات والأفكار والرؤى
عن أن ترتاح فى وطنك بين أناس يختلفون عنك فى الفكر والرأى والمزاج
..ولكنى الأن لظروف العمل والبحث عن لقمة العيش كما يقولون مضطر للسفر
..أعترف بأنى كنت أتلكأ فى أن أمضى قدماً فيه ولكن لا مناص ..وكما قال" صلاح عبد الصبور " الراحل العظيم
إعطنى بيتاً وقوتاً ثم اسألنى عن الشرف
آه يا وطنى
بالحق أقول لكم .. أعطنى بيتاً وقوتاً ثم اسألنى عن الغربة والإنتماء للوطن
آه يا وطنى
فى وطن يتمدد فيه الفقر كما يتمدد ثعبان فى الرمل.....لا يوجد مستقبل
فى بلد يمضى الناس فيه إلى السجن بمحض الصدفة... لا يوجد مستقبل .
.فى بلد تتعرى فيه المرأة كى تأكل..................... لا يوجد مستقبل
أى وطن هذا الذى يطرد أبنائه
...وطن حلم شبابه أن يهاجر منه..
.. وطن تدفع فيه مالاً لصاحب العمل كى تعمل
رحمك الله يا " أبا الطيب " حين تقول
وكم ذا بمصر من المضحكات ...ولكنه ضحك كالبكا
ماذا نقول .
.حسبنا الله ونعم الوكيل
كلما يمر يوم أقترب من أن أترك مصر..أحزن !!! أتسأل ... لماذا ؟
وطن يعطى ثماره لشراره .......ويزرع فينا المرارة
ولكنى الأن أحزن ...لماذا؟
آه يا مصر ...نحبك ولكننا نتركك ..لا يسعنا إلا أن نقول ..
" لولا أن أهلك أخرجونى منك ...ما خرجت "
أخرجونا .......عندما لم يوفروا لنا فرص العمل المناسبة
أخرجونا .............عندما أهدرونا موارد بلدنا الهائلة لمصالحهم وأهوائهم
أخرجونا .................................عندما تخلوا عنا
هم فى واد ..ونحن فى واد آخر ..
يا رب يا معين الضنى علىّ......... .أعنى على الضنى
أعنى على الضنى

Saturday, November 11, 2006

هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ


أحب الشعر والصوفى منه على وجه الخصوص ؛ تسكرنى قصيدة رائعة كما تُنسى لبَ صاحبها الخمرُ ؛ أقدم لكم قصيدة أحبها جداً لعلم الشعر الصوفى الأكبر , سلطان العاشقين كما أخبر عن نفسه " عمر بن الفارض " ويا ليتكم تستمعون معى بها وهو للعلم من شعراء العصر العباسى ولمزيد من الإطلاع إليكم هذا الموقع الرائع للشعر العربى بمختلف عصوره وأشكاله الجاهلى والقديم والمعاصر ..موقع رائع جداً
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er


هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ

عمر بن الفارض

هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ....... فَما اختارَهُ مُضْنًى بهِ، ولهُ عَقْلُ
وعِشْ خالياً فالحبُّ راحتُهُ عناً..................... وأوّلُهُ سُقْمٌ، وآخِرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديَّ الموتُ فيه صبابة ً ...........حَياة ٌ لمَن أهوَى ، عليّ بها الفَضْلُ
نصحتُكَ علماً بالهوى , والَّذي أرَى ............مُخالفتي فاخترْ لنفسكَ ما يحلو
فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً، ...............فَمُتْ بهِ شَهيداً، وإلاّ فالغرامُ لَهُ أهْلُ
فَمَنْ لم يَمُتْ في حُبّهِ لم يَعِشْ بهِ،............ ودونَ اجتِناءَالنّحلِ ما جنتِ النّحلُ
تمسّكْ بأذيالِ الهوى واخلعْ الحيا ...............وخلِّ سبيلَ النَّاسكينَ وإنْ جلُّوا
وقلْ لقتيلِ الحبِّ وفَّيتَ حقَّهُ.................. وللمدَّعي هيهاتَ مالكحلُ الكحلُ
تعرّضَ قومٌ للغرامِ، وأعرضوا............ بجانبهمْ عنْ صحّتي فيهِ واعتلُّوا
رَضُوا بالأماني، وَابتُلوا بحُظوظِهِم،... وخاضوا بحارَالحبّ، دعوَى ، فما ابتلّوا
فَهُمْ في السّرى لم يَبْرَحوا من مكانهم...... وما ظَعنوا في السّيرِعنه، وقد كَلّوا
عن مَذهَبي، لمّا استَحَبّوا العمى على الـ ......ـهُدى حَسَداً من عِندِ أنفُسِهم ضَلّوا
أحبَّة َ قلبي والمحبَّة ُ شافعي لدَيكُمْ،
...................إذا شِئتُمْ بها اتّصَل الحبلُ
عسَى عَطفَة ٌ منكُمْ عَليّ بنَظرَة ٍ،................. فقدْ تعبتْ بيني وبينكمُ الرُّسلُ
أحبَّايَ أنتمْ أحسنَ الدَّهرُ أمْ أسا ......
............فكونوا كما شئتمْ أنا ذلكَ الخلُّ
إذا كانَ حَظّي الهَجرَمنكم، ولم يكن بِعادٌ...........، فذاكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْل
وما الصّدّ إلاّ الوُدّ، ما لم يكنْ قِلًى ،........... وأصعبُ شئٍ غيرَ إعراضكمْ سهلُ
وتعذيبكمْ عذبٌ لديَّ وجوركمْ عليَّ.................. بما يقضي الهوى لكمُ عدلُ
وصبري صبرٌ عنكمْ وعليكمْ ...................أرى أبداً عندي مرارتهُ تحلو
أخذتمْ فؤادي وهوَ بعضي فما الَّذي................. يَضَرّكُمُ لو كانَ عِندَكَمُ الكُلّ

نأيتمْ فغيرَ الدَّمعِ لمْ أرَ وافياً سوى.............. زفرة ٍ منْ حرِّ نارِ الجوى تغلو
فسهديَ حيٌّ في جفوني مخلَّدٌ............... ونومي بها ميتٌ ودمعي لهُ غسلُ
هوى ً طلَّ ما بينَ الطُّلولِ دمي فمنْ ......جُفوني جرى بالسّفحِ من سَفحِه وَبلُ
تبالَهَ قومي، إذ رأوني مُتَيّماً، ................وقالوا يمنْ هذا الفتى مسَّهُ الخبلُ
وماذا عسى عنِّي يقالُ سوى ................غدا بنعمٍ لهُ شغلٌ نعمْ لي لها شغلُ
وقالَ نِساءُ الحَيّ:عَنّا بذكرِ مَنْ .....................جفانا وبعدَ العزِّ لذَّ لهُ الذلُّ
إذا أنعَمَتْ نُعْمٌ عليّ بنَظرة ٍ،............... فلا أسعدتْ سعدي ولا أجملتْ جملُ
وقد صَدِئَتْ عَيني بُرؤية ِ غَيرِها،............. ولَثمُ جُفوني تُربَها للصَّدا يجلو
وقدْ علموا أنِّي قتيلُ لحاظها ....................فإنَّ لها في كلِّ جارحة ٍ نصلُ
حَديثي قَديمٌ في هواها، وما لَهُ..................، كماعلمتْ بعدٌ وليسَ لها قبلُ
وما ليَ مِثلٌ في غَرامي بها،............. كمَا فإن حَدّثوا عَنها، فكُلّي مَسامعٌ،
حرامٌ شفا سقمي لديها رضيتُ ما بهِ.......... قسمتْ لي في الهوى ودمي حلُّ
فحالي وإنْ ساءَتْفقد حَسُنَتْ بهِ............... وما حطّ قدري في هواها به أعْلو
وعنوانُ ما فيها لقيتُ ومابهِ شقيتُ .............وفي قولي اختصرتُ ولمْ أغلُ
خفيتُ ضنى ً حتَّى لقدْ ضلَّ عائدي........... وكيفَ تَرى العُوّادُ مَن لا له ظِلّ
وما عثرَتْ عَينٌ على أثَري، ولم تدعْ لي....... رسماً في الهوى الأعينُ النُّجلُ
ولي همَّة ٌ تعلو إذا ما ذكرتها .............وروحٌ بذِكراها، إذا رَخُصَتْ، تغلُو
جَرَى حُبُّها مَجَرى دمي في مَفاصلي،.... فأصبَحَ لي، عن كلّ شُغلٍ، بها شغلُ
فنافِس ببَذلِ النَّفسِ فيها أخا الهوَى.......... ، فإن قبلتها منكَ ياحبَّذا البذلُ
فمَن لم يجُدْ، في حُبِّ نُعْمٍ، بنفسِه، .......ولو جادَ بالدّنيا، إليهِ انتهَى البُخلُ
ولولا مراعاة ُ الصِّيانة ِ غيرة ً........... ولو كثروا أهل الصَّبابة ِ أو قلُّوا
لقُلتُ لِعُشّاقِ الملاحة ِ:أقبِلوا إليها، ........على رأيي، وعن غيرِها ولّوا
وإنْ ذكرتْ يوماً فخرُّوا لذكرها سجوداً .........وإنْ لاحتْ إلى وجهها صلُّوا
وفي حبّها بِعتُ السّعادة َ بالشّقا .........ضلالاً وعقلي عنْ هدايَ بهِ عقلُ
وقُلتُ لرُشْدي والتّنَسكِ، والتّقَى :....... تخَلَّوا، وما بَيني وبَينَ الهوَى خَلّوا
وفرغتُ قلبي عنْ وجودي مخلصاً ............لَعَلّيَ في شُغلي بها، مَعَها أخلو
ومِن أجلِها أسعى لِمَنْ بَينَنا سَعى ،......... وأغدو ولا أعدو لمنْ دأبهُ العذلُ
فأرتاحُ للواشينَ بيني وبينها............... لتَعْلَمَ ماألقَى ، وما عندَها جَهلُ
وأصبو إلى العذّال، حُبّاً لذكرِها،............ كأنّهُمُ، مابينَنا في الهوى رُسلُ
وكُلّيَ، إن حَدّثتُهُمْ، ألسُنٌ تَتلو........................................
تَخالَفَتِ الأقوالُ فينا، تبايُناً،.............. برَجْمِ ظُنونٍ بَينَنا، ما لها أصلُ
فشَنّعَ قومٌ بالوِصالِ، ولم تَصِل،......... وأرجفَ بالسِّلوانِ قومٌ ولمْ أسلُ
فما صدَّقَ التَّشنيعُ عنها لشقوتي .......وقد كذبَتْ عني الأراجيفُ والنّقْلُ
وكيفَ أرجّي وَصْلَ مَنْ لو تَصَوّرَتْ ....حماها المنى وهماً لضاقتْ بها السُّبلُ
وإن وَعدَتْ لم يَلحَقِ الفِعلُ قَوْلها ؛....... وإنْ أوعدتْ فالقولُ يسبقهُ الفعلُ
عِديني بِوَصلٍ، وامطُلي بِنَجازِهِ،........ فعندي إذا صحَّ الهوى حسنَ المطلُ
وَحُرْمة ِ عَهْدٍ بينَنا، عنه لم أحُلْ،.............. وعَقـدٍ بأيدٍ بينَنا، ما له حَلُ
لأنتِ، على غَيظِ النّوى ورِضَى الهَوَى ....، لديَّ وقلبي ساعة ً منكِ ما يخلو
ترى مقلتي يوماً ترى منْ أحبُّهمْ ............ويَعتِبُني دَهْري، ويَجتمِعُ الشَّملُ
وما برحوا معنى ً أراهمْ معي فإنْ نأوا...... صورة ً في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ
فهمْ نصبَ عيني ظاهراً حيثما سروا ........وهمْ في فؤادي باطناً أينما حلُّوا
لهمْ أبداًَ منِّي حنوٌّ وإنْ جفوا .................ولي أبداً ميلٌ إلَيهِمْ، وإنْ مَلّواُ

Monday, November 06, 2006

هذا العقل فى هذا الزمان...؟!!!!!!!؟


هذا العقل فى هذا الزمان !!!!!!!

قال لى صديقى وهو يحاورنى .. مشيرا لمجموعة من البنات ماريين فى الشارع
...........................
· الساعة دلوقتى 8 مساءأ والبنات دى لسه راجعة من الجامعة
· ...................
· لا .. فيها كتير ..البنت بتخرج من بيتها الساعة 7 صباحاً وبترجع البيت الساعة 8 مساءأ ... 13 ساعة ..أكثر من نصف نهار وهم بخارج البيت .. ، إيه عرفنا ايه اللى حصل لها طوال 12 ساعة بره البيت
· ...................
· تعليم ايه يا عم .. وكلام فاضى ايه..؛ لو التعليم بالشكل ده يبقى بلاش منه .
· ...................
· شكل ايه ؟ ..اتت مش عارف ايه اللى بيحصل فى الجامعة انت بتستعبط ؟
· ..................
· مش غلط ..ازاى ..
· .....................
· معاك ان اللى عاوزه تعمل غلط ممكن تعمل فى أى مكان ..لكن أننا نوفر المكان والزمان والفرصة للغلط بهذا الشكل كأننا بنشجعه وندفع الشباب ليه .
· ....................
· الإختلاط فى الجامعة بالشكل ده مش مريح
· ......................
· والله ؟ ...إخوات ايه يا عم بلاش إستعباط .
· ......................
· بفرض أن البنات كويسين ...الخطر عليهم من الشباب ..الشكل ده مش مريح
· .......................
·
· مش مريح من ناحية أن إزاى الأب والأم ـتاركينها كده .. وإزاى يكونوا مطمئنين عليها
· ..................
· ألدنيا بقت وحشة والناس بقت وحشة والخطر خصوصاً على البنات زاد
· .................
· البنت مهما كانت بنت ..ضعيفة ..وممكن التغرير بيها
· ................
· أنا مش قصدى حاجة ..أنا أختى الكبيرة كانت فى الجامعة وكانت بتخرج من البيت برضه كده وبترجع متأخر ..لكن أنا لم أكن راضى عن كده
· .................
· والدى ..كان فرحان أن بنته بتتعلم فى الجامعة ومعتقد أنه كده أدى رسالتها معها فى الحياة ..
· ......................
· بنتى...( صديقى فعلا متزوج وعنده بنت عمره سنتان) مش عارف ..لكن ...أعتقد أنى مضطر أنى أعلمها وأدخلها الجامعة ... مقدرش أتحمل إحساس أنى سبب فى منعها من التعليم ..
· ......................
· مش عارف ..هو ده الوضع ..أحنا كنا فى الجامعة وعارفيين أن فيه حاجات كتير بتحصل غلط ...
· ................
· أ،ا معاك ..البنات المحترمين كتير ..لكن خروج البنات وتواجدهم مع الشباب فى هذا الجو بدون رقيب وبالإختلاط ده ..يغرى أكتر بالغلط والخروج على التقاليد ..
· ...............
· تقاليد نا يا أخى ...الأدب والحشمة والإحترام ..
· ......................
· التقاليد صحيج بتتغير من مكان لمكان ومن زمن لزمن لكن فيه حاجات ثابتة .. ..سيبك من التقاليد ..الدين ..الإختلاط ده حرام فى الإسلام ..
· .................
· لا تقارن تواجد النساء فى صدر الإسلام فى المسجد لتلقى العلم من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ..بتواجد البنات دلوقتى فى الجامعة لتلقى التعليم المدنى بتاعنا ده .
· ..................
· الوضع مختلف والظروف مختلفة والناس مختلفة والزمان مختلف ....
· .................
· والله ده رأيى وكل إنسان حر ....إنت مش عامللى فيه ليبرالى ..
· ...............
وأنتهى الحوار مؤقتاً
إيه رأيكم ؟

Wednesday, November 01, 2006

حاجات بتوجع


From
.
نقلاً عن مدونة ....... ( أنا حرة ) ..للأخت ..ياسمين عادل
حـــاجـــات بتــوجع

أن تخسـر أشياء .. لم يكن في حسبانك خسرانها ؟
أن تفتح عينيك يوماً على واقع لا تريده ؟
أن تحصي عدد إنتكاساتك فيعجزك العد ؟
أن تتمنى عودة زمان جميل أنتهى ؟
أن تتذكر إنساناً عزيزاً رحل بلا عوده ؟
أن تكتشف أن لا أحداً حولك سواك ؟
أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك ؟
أن تشعر بالظلم وتعجز عن الإنتصار لنفسك ؟
أن تبدأ تتنازل عن أشياء تحتاج إليها بإسم الحب ؟
أن تضطر إلى تغيير بعض مبادئك لتساير الحياة ؟
أن تضع أجمل ما لديك تحت قدميك كي ترتفع عالياً وتصل إلى القمة ؟
ان تتظاهر بما ليس في داخلك كي تحافظ على بقاء صورتك جميله ؟
أن تنحني لذل العاصفة كي لا تقتلعك من مكانك الذي تحرص على بقائك فيه ؟
أن تبتسم في وجه إنسان تتمنى أن تبصق في وجهه وتمضي ؟
أن تعاشر أناساً فرضت عليك الحياة وجودهم في محيطك ؟
أن ترفع رأسك عالياً فترى الأقزام قد أصبحوا أطول قامة منك ؟
أن تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهـم مؤلم ؟
أن ترى الأشياء حولك تتلوث وتتألم بصمت ؟
أن تجد نفسك مع الوقت قد بدأت تتنازل عن أحلامك واحداً تلو الآخر ؟
أن تضحـــــك بصوت مرتــــفع كي تخفي صوت بكائك ؟
أن يداخلك إحساس إنك سبب التعاسة لإنسان ما .. ؟
أن تكتشف إنك تمثل شطراً عظيماً من خارطة أحلام إنسان ما .. وتدرك خذلانك المسبق له ؟
أن تمد يدك لإنتشال أحدهم فيسحبك لإغراقك معه ؟
أن تشعر بأنك خسرت أشياء كثيرة لم يعد عمرك يسمح بإسترجاعها ؟
أن تلتقي شخصاً شاطرك نفسك يوماً فتكتشف أن مشاغل الحياة قد غيــــــبتك عن ذاكـــرته تماماً ؟
أن تكون من أصحاب الأحاسيس التي لا تكذب وتتضخم بإحساس أن أحدهم قد يغادرك قريباً ؟
أن تبتعد عن من يهمك أمرهم لدرجه ألا تعلم بنبأ رحيل أحدهم إلا صدفه ؟
أن ترى في منامك حلماً مزعجاً وتبقى أسيراً للحظه حدوثه واقعياً ؟
أن يداخلك الشعور بالشك في كل ما حولك حتى نفسك ؟
أن تمر عليك لحظه تتمنى التخلص فيها من ذاكرتك ؟
أن يتغير الذين من حولك فجأة وبلا مقدمات تؤهلك نفسياً لتقبل الأمر ؟
أن تطرح على نفسك أسئلة لا تستطيع القدرة على الإجابة عليها ؟
أن تصافحهم بإستفساراتك فيصفعوك بإجاباتهم ؟
أن تكتشف بعد الأوان أنك مدرج لديهم في قائمة الأغبياء ؟
أن تلوح مودعاً لأشياء لا تتمنى توديعها يوماً ؟
أن تصل يوماً إلى قناعه أن كل من مر بك أخذ جزءً منك ومضى ؟

Tuesday, October 31, 2006

كيف .. وهم لا يُفتنون؟


مشكلتى الأهم كمسلم معاصر أعيش فى بداية القرن الحادى والعشرين هى مشكلة قديمة جديدة
ولكنى أعتقد ان قد زادت حدتها فى زماننا هذا ألا وهى
التمسك بتعاليم الدين
فتعاليم الدين الإسلامى قدر الله لها البقاء كما هى لأنها تتفق مع الفطرة السليمة
فأى إنسان منا لو أراد فى موقف ما أن يتصرف كمسلم بما يوافق دينه ما عليه إلا أن يكون صادقاً مع نفسه
ويعود إلى وعيه الخاص وفطرته الأصليه التى غطتها مظاهر الحياة ومؤثراتها وينظر فيها
فستدله على التصرف السليم ..
....المشكلة أن هذا التصرف السليم يكون صعباً جداً ..
فمثلاً
كلنا يدرك مدى صعوبة الحصول على فرصة عمل فى مصر الأن لأسباب كثيرة
- نذكرها فى موضع أخر -
فماذا يكون الوضع لو أُتيحت لأحدنا أن يحصل على فرصة عمل ولكن بأسلوب ما ..
أن يدفع مبلغ من المال أو أن يستفيد من واسطة أو قرابة أو يقدم بيانات عن نفسه ويدعى قدرات ليست فيه
ليستوفى الشروط المؤهلة للوظيفة ؟؟

الدين يأمرنا أن نكون صادقين فلا ندعى ما ليس لنا ويمنعنا من الرشوة والواسطة وغير ذلك ..
وبالتالى يكون الحال ألا نحصل على عمل
لأن المناخ العام فى مصر فاسد فلا تستطيع أن تحصل على وظيفة حتى ولو كنت مؤهل لها
لأن المحسوبية والفساد هو المسيطر
والتوريث هو السمة الغالبة فى الأعمال والوظائف الحكومية والخاصة.
بدْا من صاحب دكان الحلاقة الذى يعلم إبنه مهنته ليكون حلاقاً
إنتهاءاً برئيس الجمهورية الذى يريد أن يسلم إبنه مقاليد السلطة فى مصر
مروراً بالمدرس الجامعى الذى يسعى لتأمين درجات تفوق لإبنه خلال الدراسة الجامعية
لكى يؤمن له مكاناً فى كادر أعضاء هيئة التدريس
,
يكفى أن تنظر لأوائل كليات الطب فستجدهم أبناء أعضاء هيئة التدريس والأمثلة فى هذا الباب كثيرة

المقصود هنا أن الإلتزام بصحيح الدين لا يسبب لك صعوبات فى طريق الحياة فقط بل يمنعك من مواصلتها تماما
ً
يقول البعض أن هذا قدر المسلم الملتزم ولا يفوتنا هنا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام-

" يأتى زمان على أمتى القابض فيه على دينه كالقابض فيه على الجمر " ..
والقرأن الكريم أيضا به هذا المعنى فى مواضع كثيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
الم
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
أول سورة العنكبوتا

أحد أهم أسباب حدة هذه المشكلة وهى – صعوبة الإلتزام بالدين مع المُضى قدماً فى الحياة
هو عدم وجود الرفقة الصالحة التى تعين على تحمل البلاء ..الصبر والإلتزام ،
حيث أننا نجد معظم الناس فى هذه الأيام لا يلقى بالاً للدين
ويتعامل فى حياته وشئونه وعمله بمنطق المصلحة والمنفعة والمكسب بأى وسيلة كانت
كذباً أو خداعاً أو نصباً
ويبحث عن رغبته وشهوته دون التقيد بالدين
الذى أعتقد أنه هو الكابح الوحيد لجماح النفس البشرية
لا الأخلاق ولا الأعراف والتقاليد
لأن هذه الأعراف والتقاليد قد تتغير وتتبدل بفعل الامكنة والأزمنة لكن الدين باقى وواحد
ونصوصه واحدة كانت قديماً وتوجد حالياً وستظل إلى أن يشاء الله
,
وللأسف تجد المتدينين أو الذين يبدون متدينين على المستوى الشكلى لكنهم لا يصلون لجوهر الدين -
تجدهم يهملون فى أعمالهم وغير ناجحين فيها وكأن – أن تكون مع الله _ كما فى قول العامة
.. أن تكون بعيداً عن معترك الحياة ..
قد يكون هذا لأن معترك الحياة يضيق بمثاليات الدين ولا يتوافق معها ؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا فى حيرة شديدة

Tuesday, October 17, 2006

رجل من غمار الموالى


السلام عليكم جميعاً
ها أنا أخطو إلى عالم المدونات ؛ قد تأخرت ..لكن أن تأتى متأخراً خيرا من أن لا تأتى على الإطلاق..اسمى عصام مصرى مسلم ليبرالى .. مهندس معمارى أحاول أن أكون متديناً مهتم بالحياة
أحمل لحياتى الماضية كثير من عدم الرضا ولا أتوقع خيراً من المستقبل
أتعايش مع الأقدار السيئة مرغماً لا عن رضا لكن عن إدراك أن لا جدوى من الرفض حين لا تملك تغيير الواقع
أتمنى أن تعبر هذه المدونة عنى وأن لا تصل إليها أيدى الأخ الأكبر
لا أجد تعريفاً عن نفسى أفضل من الشعر تفسيراً لما أخترته أن يكون اسمى
رجل من غمار الموالى
وهو من شعر ( صلاح عبد الصبور ) على لسان الحلاج المتصوف فى مسرحيته ( مسأة الحلاج ) قال
رجل من غمار الموالي


أنا رجل من غمار الموالي ، فقير الأرومة و المنبت
فلا حسبي ينتمي للسماء ، و لا رفعتني لها ثروتي
ولدت كآلاف من يولدون ، بآلاف أيام هذا الوجود
لأن فقيراً ـ بذات مساء ـ سعي نحو حضن فقيرة
و أطفأ فيه مرارة أيامه القاسية
نموت كآلاف من يكبرون ، حين يقاتون خبز الشموس
و يسقون ماء المطر
و تلقاهم صبية يافعين حزاني علي الطرقات الحزينة
فتعجب كيف نموا و استطالوا ، و شبت خطاهم
و هذي الحياة ضنينه
تسكعت في طرقات الحياة ، دخلت سراديبها الموحشات
حجبت بكفي لهيب الظهيرة في الفلوات
و أشعلت عيني ، دليلي ، أنيسي في الظلمات
و ذوبت عقلي ، و زيت المصابيح ، شمس النهار علي صفحات الكتب
لهثت وراء العلوم سنين ، ككلب يشم روائح صيد
فيتبعها ، ثم يحتال حتي ينال سبيلا إليها ، فيركض
ينقض
فلم يسعد العلم قلبي ، بل زادني حيرة راجفة
بكيت لها و ارتجفت
و أحسست أني ضئيل كقطرة طل
كحبة رمل
و منكسر تعس ، خائف مرتعد
فعلمي ما قادني للمعرفة
و هبني عرفت تضاريس هذا الوجود
مدائنه و قراه
ووديانه و ذراه
و تاريخ أملاكه الأقدمين
و آثار أملاكه المحدثين
فكيف بعرفان سر الوجود ، و مقصدي مبتدأ أمره ، منتهاه
لكي يرفع الخوف عني ، خوف المنون ، و خوف الحياة ، و خوف القدر
لكي أطمئن
سألت الشيوخ ، فقيل
تقرب إلي الله ، صل ليرفع عنك الضلال ..صل لتسعد
و كنت نسيت الصلاة ، فصليت لله رب المنون
و رب الحياة و القدر
و كان هواء المخافة يصفر في أعظمي و يئز
كريح الفلا ... و أنا ساجد راكع أتعبد
فأدركت أني أعبد خوفي ، لا الله
كنت به مشركا لا موحدا
و كان إلهي خوفي
و صليت أطمع في جنته
ليختال في مقلتي خيال القصور ذوات القباب
و أسمع وسوسة الحلي ، همس حرير الثياب
أني أبيع صلاتي إلي الله
فلو أتقنت صنعة الصلوات لزاد الثمن
و كنت به مشركا ، لا موحدا
و كان إلهي الطمع
و حير قلبي سؤال
تري قدر الشرك للكائنات
و إلا ، فكيف اصلي له وحده
و أخلي فؤادي مما عداه
لكي أنزع الخوف عن خاطري
لكي أطمئن
.........
مأساة الحلاج ـ صلاح عبد الصبور