Wednesday, September 16, 2009

أشياء تسقط منك ولكن لا تسمع صوتها



أشياء تسقط منك ولكن لا تسمع صوتها
(( ليس بالضرورة ان تسمع اصواتهم كي تدرك أنهم سقطوا منك ))
بعض انواع السقوط لا يعادله مراره سوى مرارة الموت

فالبعض يسقط من العين
والبعض يسقط من القلب
والبعض يسقط من الذاكرة

والذي يسقط من العين
يسقط بعد مراحل من الصدمه؛ والدهشة؛ والاستنكار؛ والاحتقار
ومحاولات فاشله لتبرير اختياره هذا النوع من السقوط ..!!

أما سقوط القلب
فإنه يلي مراحل من الحب ,,
والحلم الجميل ,,,
والاحساس بالضياع والندم ومحاولات فاشله لاحياء مشاعر ماتت ..!!!
أما سقوط الذاكره
فإنه يبدأ بعد مراحل من التذكر والحنين
وبعد معارك مريره مع النسيان
ناتجه عن الرغبه في التمسك بأطياف أحداث انتهت ..
وغالبا يكون سقوط الذاكره هو آخر مراحل السقوط
وهو أرحم أنواع السقوط ...!!!!
وليس بالضرورة ان الذي يسقط من عينيك يسقط من قلبك ..!!
أو أن الذي يسقط من قلبك يسقط من ذاكرتك ..!
فلكل سقوط أسبابه التي قد لا تتأثر أو تؤثر في النوع الآخر من السقوط

فالبعض يسقط من قلبك ,,
لكنه يظل محتفظا بمساحاته النقيه في عينيك
فيتحول احساسك المتضخم بحبه الى احساس متضخم بإحترامه
فتعامله بتقدير .. امتنانا لقدرته السامية في الاحتفاظ بصورته الملونه في عينيك
برغم امتساح الصورة من قلبك ..!!!!!!
وهذا النوع من البشر يجعلك تردد بينك وبين نفسك كلما تذكرته ... شكرا
أما المعاناة الكبرى ..
فهي حين يسقط من عينيك إنسان ما
لكنه لااااا يسقط من قلبك !
ويظل معلقا بين مراحل سقوط القلب وسقوط العين
وتبقى وحدك الضحية لأحاسيس مزعجة
تحبه ,,, لكنك بينك وبين نفسك تحتقره
وربما احتقارك له أكثر من حبك ...!!!

ولأن الذاكرة كالطريق
تلتقط معظم الوجوه التي تلتقيها
والتي قد لا يعني لك أمرها شيئا
فإن سقوط الذاكرة هو أرحم أنواع السقوط
لأنه آخر مراحل سقوطهم منك ..!!
فالذي يسقط من الذاكرة لا يبقى في القلب ,,, ولا يبقى في العين

ومع كل انواع السقوط نعيش انوع العذاب
لانه بالنهايه خساره اناس كانو بيوم
من الايام يمتلكون مكان في
قلوبنا ولكن هذه هي الحياة
ودائما تفرض علينا ما لا نريده




منقوووووووووووووووووووووول

Tuesday, September 01, 2009

وقفة على شمعة


وقفة على شمعة
حذار من التوهم أن إشعال شمعة واحدة خير ألف مرة من لعن الظلام
حذار من لعن الظلام , وحذار من إشعال شمعة.
فالشمعة لم تعد تكفى وسط إعصار ليل القهر الذى يكاد يلفنا . صار إشعال الشمعة فعل التخدير , كمن يداوى الشلل بقرص ( الفاليوم ) كى يتخدر وينزف دمه كله قبل أن يصحو , دون أن يُضمد له جراحه أو يحدد موقعها على الأقل .
فى زمننا العربى الردىء هذا , لم يعد إشعال شمعة خير ألف مرة من لعن الظلام.
...........................
دعوا سنابل القهر تنمو , وخبز الحقد ينضج , وشلالات الذاكرة العربية تتدفق من خلف سدود التخدير والترغيب والترهيب والتأويل والإجتهاد الفكرى السوريالى , أمام حلم عربى مذهل البساطة والعفوية
.
............................................
وحذار من إشعال شمعة .
أمام هذه الصورة المتأججة سواداً , صرنا بحاجة إلى شمس وضوح . صرنا نتوق إلى اكتشاف منابع الضوء بدلاً من التلهى بقناعة أهل الشمع , ومتاحف الشمع لبعض حكامنا الذين يمنحوننا بين وقت وأخر شمعة أمل ذابلة , تطيل عمر عذابنا دون أن تساهم فى إلغاء أسبابه .
.............
ولنزدد ضراوة كلما تكاثرت هزائمنا , ولحظة يقودنا الجلاد إلى مقصلة الحزن البائس , سنقول له برباطة قلب وجأش أن برجنا منذ الأن فصاعداً لن يكون ( برج الحمل ) ولا ( برج الجدى ) ولا ( برج القطة ) , إنه ( برج الضوء ) .
ولن نصدق بعد اليوم أن إشعال شمعة خير ألف مرة من لعن الظلام .
كنا نًشعل شمعة , فتدل على مكاننا , ونتلقى طلقة فى الرأس .
وكنا نشعل شمعة , وهم يشعلون فتيل الديناميت لنسف بيوتنا, ويشعلون الأضواء الكاشفة فى معسكرات إعتقال الحلم العربى
...............
بقلم ( غادة السمان ) من كتاب الأعماق المحتلة