Wednesday, September 16, 2009

أشياء تسقط منك ولكن لا تسمع صوتها



أشياء تسقط منك ولكن لا تسمع صوتها
(( ليس بالضرورة ان تسمع اصواتهم كي تدرك أنهم سقطوا منك ))
بعض انواع السقوط لا يعادله مراره سوى مرارة الموت

فالبعض يسقط من العين
والبعض يسقط من القلب
والبعض يسقط من الذاكرة

والذي يسقط من العين
يسقط بعد مراحل من الصدمه؛ والدهشة؛ والاستنكار؛ والاحتقار
ومحاولات فاشله لتبرير اختياره هذا النوع من السقوط ..!!

أما سقوط القلب
فإنه يلي مراحل من الحب ,,
والحلم الجميل ,,,
والاحساس بالضياع والندم ومحاولات فاشله لاحياء مشاعر ماتت ..!!!
أما سقوط الذاكره
فإنه يبدأ بعد مراحل من التذكر والحنين
وبعد معارك مريره مع النسيان
ناتجه عن الرغبه في التمسك بأطياف أحداث انتهت ..
وغالبا يكون سقوط الذاكره هو آخر مراحل السقوط
وهو أرحم أنواع السقوط ...!!!!
وليس بالضرورة ان الذي يسقط من عينيك يسقط من قلبك ..!!
أو أن الذي يسقط من قلبك يسقط من ذاكرتك ..!
فلكل سقوط أسبابه التي قد لا تتأثر أو تؤثر في النوع الآخر من السقوط

فالبعض يسقط من قلبك ,,
لكنه يظل محتفظا بمساحاته النقيه في عينيك
فيتحول احساسك المتضخم بحبه الى احساس متضخم بإحترامه
فتعامله بتقدير .. امتنانا لقدرته السامية في الاحتفاظ بصورته الملونه في عينيك
برغم امتساح الصورة من قلبك ..!!!!!!
وهذا النوع من البشر يجعلك تردد بينك وبين نفسك كلما تذكرته ... شكرا
أما المعاناة الكبرى ..
فهي حين يسقط من عينيك إنسان ما
لكنه لااااا يسقط من قلبك !
ويظل معلقا بين مراحل سقوط القلب وسقوط العين
وتبقى وحدك الضحية لأحاسيس مزعجة
تحبه ,,, لكنك بينك وبين نفسك تحتقره
وربما احتقارك له أكثر من حبك ...!!!

ولأن الذاكرة كالطريق
تلتقط معظم الوجوه التي تلتقيها
والتي قد لا يعني لك أمرها شيئا
فإن سقوط الذاكرة هو أرحم أنواع السقوط
لأنه آخر مراحل سقوطهم منك ..!!
فالذي يسقط من الذاكرة لا يبقى في القلب ,,, ولا يبقى في العين

ومع كل انواع السقوط نعيش انوع العذاب
لانه بالنهايه خساره اناس كانو بيوم
من الايام يمتلكون مكان في
قلوبنا ولكن هذه هي الحياة
ودائما تفرض علينا ما لا نريده




منقوووووووووووووووووووووول

Tuesday, September 01, 2009

وقفة على شمعة


وقفة على شمعة
حذار من التوهم أن إشعال شمعة واحدة خير ألف مرة من لعن الظلام
حذار من لعن الظلام , وحذار من إشعال شمعة.
فالشمعة لم تعد تكفى وسط إعصار ليل القهر الذى يكاد يلفنا . صار إشعال الشمعة فعل التخدير , كمن يداوى الشلل بقرص ( الفاليوم ) كى يتخدر وينزف دمه كله قبل أن يصحو , دون أن يُضمد له جراحه أو يحدد موقعها على الأقل .
فى زمننا العربى الردىء هذا , لم يعد إشعال شمعة خير ألف مرة من لعن الظلام.
...........................
دعوا سنابل القهر تنمو , وخبز الحقد ينضج , وشلالات الذاكرة العربية تتدفق من خلف سدود التخدير والترغيب والترهيب والتأويل والإجتهاد الفكرى السوريالى , أمام حلم عربى مذهل البساطة والعفوية
.
............................................
وحذار من إشعال شمعة .
أمام هذه الصورة المتأججة سواداً , صرنا بحاجة إلى شمس وضوح . صرنا نتوق إلى اكتشاف منابع الضوء بدلاً من التلهى بقناعة أهل الشمع , ومتاحف الشمع لبعض حكامنا الذين يمنحوننا بين وقت وأخر شمعة أمل ذابلة , تطيل عمر عذابنا دون أن تساهم فى إلغاء أسبابه .
.............
ولنزدد ضراوة كلما تكاثرت هزائمنا , ولحظة يقودنا الجلاد إلى مقصلة الحزن البائس , سنقول له برباطة قلب وجأش أن برجنا منذ الأن فصاعداً لن يكون ( برج الحمل ) ولا ( برج الجدى ) ولا ( برج القطة ) , إنه ( برج الضوء ) .
ولن نصدق بعد اليوم أن إشعال شمعة خير ألف مرة من لعن الظلام .
كنا نًشعل شمعة , فتدل على مكاننا , ونتلقى طلقة فى الرأس .
وكنا نشعل شمعة , وهم يشعلون فتيل الديناميت لنسف بيوتنا, ويشعلون الأضواء الكاشفة فى معسكرات إعتقال الحلم العربى
...............
بقلم ( غادة السمان ) من كتاب الأعماق المحتلة

Friday, June 19, 2009

ما حك جلدك مثل ظفرك



الله يمنحنا النعمة والنقمة على السواء كلاهما ابتلاء
الزواج رباط مقدس ....فى الفقر والغنى فى السراء والضراء فى الصحة والمرض .
سيقيس الطبيب درجة حرارتك ونبضك لكنه لن يشعر بالألم فى معدتك ورغبتك الدائمة فى القيئ؟ سينصحك أن تتناول مسيلاً للدم كى تخفف الصداع .
فلتهتم بعملك وحاول أن تكتسب مهارات جديدة أو فلتبحث عن عمل إضافي , دعك من الأوهام التى تملأ رأسك الحقير وتجعل حياتك هباءاً منثوراً ؟
فكر بواقعية ... من تعتبرهم إخوانك لا يظنونك منهم... هم أبناء قحطان وعدنان.. أما أنت فلا ندرى من أين جئت ....لا انت أبيض بعيون ملونة كاللبنانيين لنقل أن أصلك أوروبي راقي ولا أنت زنجياً أسود لنقل أنك افريقي عبد
.......

أعداؤك حلفائهم العالم كله وقواهم غير محدودة ورؤسائك يرونك غير ناضج وإلاهك فى السماء وأنت تعيش على سطح الأرض
......
حقوقك مسلوبة وطموحاتك أطماع وما لك من نصير , صواباتك إقتابسات وتقليدات عمياء وأخطاؤك خطايا وكل إناء ينضح بما فيه
..............

افكارك ليست جديدة أنهم يعرفون رقم الآى بى للكمبيوتر وسيصلون لك ...... لن تختفى وراء شاشة إلكترونية.
سيصلون حتماً ؟
....
...
لقد أخذوني معهم من قبل ... يالها من تجربة مؤلمة ... تعذيب بلا هوادة وانتهاكات لا تُمحى أثارها للأبد
........
.
مم تخاف ؟؟ فلتملك الجرأة والشجاعة ولتتبعني
........
..............

لقد سبقتك لهناك .... ليس لك إلا أن تصعد فوق الطاولة وتلف الحبل المعلق فى سقف الغرفة برقبتك ثم تركل الطاولة برجلك اليمنى فاليمين كله بركة وتوكل على الله

Tuesday, June 02, 2009

شحاتة وولاد الشرموطة



شحاتة وولاد الشرمــوطة فى الدكان
.............


إنها قصتى أو بالأحرى قصة هذا الجيل.. الجيل المًبارك ..هؤلاء التعساء الذين ساقتهم أقدارهم أن يًخلقوا ليعيشوا منذ الثمانينيات وحتى الأن فى مصر..قصة فيلم ( دُكان شحاتة ) للمخرج ( خالد يوسف ) والكاتب ( ناصر عبد الرحمن ) .وانتاج - مصر للسينما


...................

................

بداية يرمز الأسم – دكان شحاتة – للوطن ..فهل يصح أن يكون الوطن مجرد دكان – مكان للبيع والشراء – مصدر للثراء والمال ... هكذا يراه البعض .
...............
بعض الأبناء ... ابناء – حجاج – ذلك الرجل الصعيدى الذى ترك قريته فى صعيد مصر ليعيش ويعمل فى القاهرة .. يعمل بستانياً وبواباً فى قصر أحد المُلاك الشيوعين الأثرياء – الذى قسم أرضه بين فلاحيه – وأعطى – حجاج – جزءاً من حديقة الفيلا ليبنى بيتاً يسعه وأولاده وأعطاه جزءاً من سور الفيللا ليبنى فيه متجراً – دكاناً – ليتاجر فيه ليعيش .........
..............
الأسرة التى يصورها الفيلم تحوى نوعين من الناس ولاد الشريفة وولاد الخائنة ...تزوج حجاج من أمرأتين الأولى أنجبت له ولدين وبنت ..ثم هربت مع رجل آخر .فتزوج امرأة أخرى ..انجبت له ابنه الأصغر شحاتة وماتت بعد ولادته .. على الرغم من أن حجاج يعيش ويعمل فى القاهرة إلا أنه يًصر أن يٌولد أبنائه فى الصعيد – مُعتقداً أن ذلك يُكسبهم جذوراً – لكن ليس هذا دوماً يكون.
..........
يشب شحاتة يتيماً – نصف أخ لأخوته – على الرغم من وداعته وطيبته وسلامة نيته ...لكنه ليس مثلهم .
..............

طالما كان شحاتة هو الأبن المُفضل لأبيه فهو المُطيع شبيه الأب فى الطباع والأخلاق حتى أنه على الرغم من نشأته فى القاهرة يعشق السيرة الهلالية كوالده – ويستحضر شخصياتها وقيمها .. تللك القيم التى صارت فى واقعنا المعاصر ضرباً من الجنون.
.........
يشب شحاتة أو كما أسماه صلاح عبد الصبور من قبل- زهران –
....
كان ...... غلاماً
أمه سمراء والأب مولد
وبعنيه وسامة
وعلى الصدغ حمامة
وعلى الزند أبوزيد سلامة
.............
شب ..... قوياً
ونقياً
يطأ الأرض خفيفاً
وأليفاً
كان ضحاكاً ولوعاً بالغناء
وسماع الشعر فى ليل الشتاء
...........

.... يحب الزهور يتمنى لو يعيش فى جنينة – ملئ بالزهور -كما يٌخبر حبيبته بيسة الفتاة الجميلة – مُعادل أخر للوطن - ..يتمنى شحاتة أن يتزوج بيسة ..ويوافق أبوه لكن شقيق بيسة المعادل الأخر لأخوة شحاتة لا يرى فى بيسة إلا صفقة .. يعطيها لمن يمللك الثروة .فطالما أن شحاتة فقير لا سبيل له لبيسة إلا بأن يثبت أنه غنى وقوى قادر على إسعادها...أو بالأحرى إسعاد أخيها بأن يدفع له ثمنها...
...
..............
د وماً كان شحاتة هو الذى يعمل فى الدكان طوال النهار ليوفر الحياة للأخرين ..وهم يجنون الأرباح ..وهو قانع بأن يعيش حياة بسيطة طالما أخوته سعداء هو سعيد.... كان وجود الأب يُحدث نوعاً من التوازن وكبح رغبات الأخوة ... لكن وجود الأب ليس للأبد.
.......
عندما يشعر الأب بالمرض يفاتح صاحب الفيللا أنه يريد أن يكتب الدكان والأرض التى يمتلكها لشحاتة .. لعلمه أن شحاتة لن يجور على حق أخوته ..لكنهم لو سيطروا على مقادير الأمور سيجورون على حق شحاته ونصيبه.
لكن شحاتة يرفض وصاحب الفيللا لا يؤيده فى ذلك كى لا تمتلئ نفوس الأخرين بالحقد والطمع .. ويموت الأب.
.............
يموت الأب .... ويُصاب شحاتة بالذهول والصدمة ...فهو لا يستوعب موت أبوه ...مثل تلك الحالة تصيب أنقياء القلب الأوفياء الذين يهزهم الفراق .. ومع الفارق ..كحال الصحابة رضوان عليهم عند موت الرسول عليه الصلاة والسلام .
....................
وكما جاء الأب من الصعيد يُوصى أن يُدفن فى الصعيد ..وفور أن ينتهى الأخوة من دفن أبيهم فى المقابر ... يطلبون من شحاتة المذهول المأخوذ بالموت - مفتاح الدكان وخاتم الأب .... ويعتدوا عليه ويسلبوه كل شئ ويتركوه فى المقبرة متهكمين عليه ويطلبون منه أن يموت – ويدفن نفسه فى مقبرة بجوار أبيه .
ويغادروا المقبرة رافضين إصطحابه معهم فى طريق عودتهم ...كأن جديراً به أن يموت .
..................................
.............................
يتوازى موت الأب مع موت صاحب الفيللا .. ليتحكم فى مقاليد الأمور جيل جديد ... جيل بلا مرجعيات ولا قيم ولا أخلاق .... ابناء حجاج وابن الثرى ذلك الشاب الذى يبيع الفيللا لسفارة أجنبية – أو بالأحرى السفارة الإسرائيلية ... إنه عصر جديد .. صار كل شئ معروض للبيع السماء والأرض والعرض – ولكى تكون صفقة البيع مُكتملة يجب أن يبيع أبناء حجاج أرضهم وبيتهم ودكانهم ،
..........
.....
يعود شحاتة لأخوته يريد أن يعيش وسطهم فهم أخوته أبناء أبيه وإن كانوا قسوا عليه فهم أخوته ...
فى مشهد من أكثر مشاهد الفيلم حساسية .. أعترف أنى بكيت فيه – مشهد عودة شحاتة لأخوته – طالباً منهم أن يقبلوه بينهم كأى عامل فى الدكان ويسامحوه على ما قد يكون بدر منه تجاههم من أخطاء.
وهم يُظهرون له بعض الود أملاً أن يوافق على البيع ....لكن شحاتة لا يستوعب كيف يبيع دكان أبيه ولماذا ؟
ليس الدكان لشحاته كما يراه الأخرون ..الدكان لشحاتة ليس مجرد مأوى ومصدر رزق .. الدكان لشحاتة وجود ..أيبيع وجوده .. أيبيع أبيه ؟
وعندما تفشل محاولات الأخوة لإرغام شحاتة على البيع ..يتخلصون منه .. يكيدون له قضية مُلفقة .. يدخل على أثرها السجن – ويا للسخرية ..يُلفقون له قضية تزوير أوراق رسمية ليغتصب ميراث أخوته.
.............
يبيع أبناء حجاج الدكان والبيت ويقبضون الثمن ..لم يكتفوا بأن يسلبوا شحاتة حريته وعمره بل يشترى أخوه خطيبته وحبيبته السابقة ..أقصد يتزوجها – فكل شئ صار للبيع .. وما لا يُباع يُسرق ويُغتصب.
.......................
.................................
يقضى شحاتة فى السجن زهرة عمره تمر عليه الأيام والليالى بطيئة وعليلة وكئيبة.. وكل شئ يمر ...
.......
يخرج شحاتة من السجن يبحث عن أخوته لا لينتقم بل ليعيش بينهم لكنهم لا يتفهمون ذلك ... يعتقدون أنه يريد بهم شراً.. وفور أن يروه ..وهو يتجه نحوهم فارداً ذراعيه كى يحتضنهم ملوحاً بصورة أبيه وأبيهم ... يُطلقون عليه الرصاص ليقتلوه.
ويموت ... ومن يهتم؟؟
يموت شحاتة وأنا تنهمر دموعى كأنى أبكى نفسى.
............................
................
دكان شحاتة فيلم يحكى قصة مصر ..قصتنا المعاصرة .. الفيلم ملئ بالرموز المباشرة .. لا يحتاج منك ذكاءاً كى تفهمها بل يقدمها المخرج والكاتب واضحة
شحاتة = الشعب المصرى البسيط
الأب = جمال عبد الناصر
الأخوة= الهالك وتابعه
الثرى صاحب الفيللا = تجسيد للقدر أو الله
الدكان والأرض وبيسة ( الأرض والعرض ) = مصر

...............
أليس لأنقياء القلب فى هذا البلد إلا الغياب بالموت أو بالرحيل ؟أو بالأحرى الترحيل





Monday, May 25, 2009

الثمن - د هبة رؤوف عزت



كتبت الدكتورة / هبة رءوف عزت هذا المقال فى جريدة الدستور بتاريخ 19/04/ 2009 وقد رأيت أنه لابد من وضعه هنا لأنه يمثل فى رأيى مختصر وجهة النظر الإسلامية فى التعامل مع أى نظام ليس من اختيار الشعب


(المقال)

د.هبة رءوف عزت
heba.raouf@gmail.com

ننسي أحياناً أن خياراتنا في الحياة لها ثمن، اختيار الخنوع له ثمن، وثمن فادح في أحيان كثيرة. الشعوب الذليلة التي اختارت أن تنحني للطاغية كي «تعيش أيامها» و«تربي عيالها» تكتشف مع الأيام فقر الأيام وفساد العيال، ببساطة لأن الأيام إن لم تكن كريمة فهي للموت أقرب منها للحياة، وأنظر لوجوه الناس في الشوارع، ولهذه الضحكات المرة وتلك النظرات الذليلة وتلك الجباه المحنية وتلك القلوب العمياء.أما العيال فإن الناس تدرك بعد فوات الأوان أنها إذا لم تنشأ حرة كريمة في مجتمع كريم فإنها تعيد إنتاج الخنوع من ناحية،

وتتعامل مع الأجيال السابقة بدون أي نسق أخلاقي، فالأخلاق ليست غض البصر عن المحرمات وتغطية شعور السيدات، الأخلاق معني أكبر من هذا، الأخلاق هي رسالة الإسلام كلها (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).. وحين نربي أبناءنا علي الخضوع الذليل، والتدين العليل والعقل المستقيل، فإن الحصاد سيكون مرّاً علينا قبل أي أحد. فلا نحن عشنا حياة تستحق أن تعاش ولا نحن فزنا بأبنائنا الذين أرضعناهم الذل وأروثناهم البؤس والجبن والارتعاش!

بالطبع الحرية لها ثمن، ثمن ندفعه غالياً أيضاً أحياناً، ففي مجتمع تم فيه التطبيع مع الظلم وترسيخ ثقافة الكذب والخداع، الكذب علي النفس والخداع للذات، يصبح الخروج علي هذا التواطؤ جريمة، يدفع المرء ثمنها من سمعته، فيتهم بالتمرد والجموح ..بل والجنون. وليست هذه التهمة علي حزب الجبناء ببعيدة، فقد اتهمت قريش رسول الله صل الله عليه وسلم عند بدء الدعوة المحمدية بالجنون، وبالرغبة في الظهور والزعامة، وفاوضته، وحاربته، وأجبرته علي الهجرة من أحب أرض الله إليه. لا يقبل مجتمع الذلة أن يخرج عليه من يسمعه الحق، أو ألا يرضي البعض لأنفسهم الاستمرار في الكذب والخداع وأن تمضي أعمارهم في دورة عبثية من إعادة إنتاج التعاسة.

وقد يكون ثمن البوح وألا يخاف المرء في الحق لومة لائم وأن ينضم لحزب الصادقين هو :الوحدة.

فهذا قدر من يخرج علي القوم بكلمة الحق، أن يشعر بالوحدة، وله في دعاء رسول الله صلي الله عليه وسلم في الطائف.. سلوي:

«اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني..»..لكن الله ناصره- ولو بعد حين.

في المجتمعات التي تربَّت علي الاستبداد، وتم تدجينها حتي رضخت للاستعباد تسود ثقافة الخوف، وثقافة الإنكار.

صاحب السلطة - أياً كان مستواها في هرم الاستبداد الاجتماعي ثم السياسي، ينشر الخوف. والتوحيد خلاصته «فلا تخشوهم..واخشوني»..لأن الخوف مناقض التوحيد والإسلام لله واليقين بالقدر..الخوف نقيض لا إله إلا الله..والمؤمن في وحدته يجد الأنس في مرضاة الله والتوكل عليه..ويسأل الله أن يثبت فؤاده، كي يستطيع تغيير العالم.

مشكلة الخوف أن أحداً لا يحب الاعتراف به، هذا الوهن الذي يتسلل للقلب الشقي، لكن الناس تريد أن تزعم أنها قوية الإرادة والعزم، فكيف يتم ملء هذه الفجوة بين صورتهم الذهنية عن أنفسهم وحقيقة جبنهم وخوفهم من مواجهة الحق وتغيير الواقع وتحدي ثقافة العشيرة التي وجدوا عليها آباءهم؟ الحل أن يستبطنوا التقليد ويزعموا التجديد، وينكروا مأزقهم ويتجاهلوا ازدواجيتهم وانفصام شخصيتهم، ويسقطوا كل هذه التهم علي الآخرين..فيعلو صوتهم كما علا صوت أبي جهل..يقولون لمن يرفع صوته بالحق «تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا!» ثم يسلمونه لسفهائهم يؤذونه بألسنة حداد..

قديماً كانت العشائر قادرة علي أن تدفن الرجل في الرمل فلا يظهر إلا رأسه، واليوم تنفيه العشيرة وتتهمه بالثورة وتدفن هي رأسها في الرمال كالنعام، وقديماً كانوا يطعنون سمية في موضع عفتها ويمزقونها..أما عشائر اليوم فتعاقب المرأة التي تطالب العدل وتبوح بكلمة الحق بتمزيق قلبها وتسفيه عقلها وتشويه سمعتها الاجتماعية والإنسانية ..

حزب محمد كان حزب العدل والحرية والكرامة..أما حزب الصمت المتوحش والصف المتجيش فقد سار علي نهج إخراس صوت أبي ذر الغفاري الذي أوصاه الرسول أن يقول الحق وإن كان مراً، ورفع هذا الحزب اليوم شعارات «والله لنمنعهن»..وهي المقولة التي قالها حفيد عمر بن الخطاب ردا علي من ذكره بوصية رسول الله بألا يتم منع النساء من المساجد.

اليوم لدينا حزب «والله لنمنعهن»..وجبهة ..«والله لنحبسهن»..وكتائب «والله لنخرسهن»..

وأمام التخويف تتبع الغالبية ثقافة الإنكار..لأنها هي التي تحفظ لها صورتها أمام نفسها وأمام الناس..

إنكار أن هناك مظالم تقع، وإنكار أن هناك من يتم منعهم ومنعهن، وحبسهم وحبسهن..وإخراسهم وإخراسهن..

كان سيد قطب قد رأي أن الجاهلية ثقافة وليست مرحلة تاريخية، وكان علي حق فيما ذهب إليه، حتي وإن تجاوز المدي في تطبيق ذلك علي المجتمع السياسي برمته..لكننا مجتمع فيه جاهلية..بالتأكيد.

هذه الجاهلية التي تتخفي أحياناً تحت شعارات رنانة من التقاليد أو العرف أو توظيف مفاهيم الدين هي مصدر البلاء..وهي التربة الخصبة للاستبداد، وتضييع مصالح العباد..وتأخر نهضة البلاد.

مشكلتنا أن آفتنا في التصرفات اليومية، وفي التفاصيل المعاشة، ويوم نفلح في أن نصدع بالحق ولا نخشي في الله لومة لائم ونقيم الشهادة لله ولا نخشي سواه سيتغير المجتمع وسيتحول الهرم ...لدائرة..وسينفتح أفق المستقبل ونقيم عالميتنا الثانية، لكن لأننا تولينا ورفضنا أن ننصت فسوف يظل الهرم جاثماً علي صدورنا لأننا ببساطة..قاعدته الراسخة.

اتقوا الله..وادفعوا ثمن الحرية..والكرامة..والعدل.

فهذا هو المطلوب.. فقط.


المصدر

Friday, March 27, 2009

they don"t care about us


فى برنامج إذاعى ليلى بعد منتصف ليل الخميس 26 مارس 2009 على موجة إذاعة الشرق الأوسط المصرية ... ( أسرار البنات )

.. قالت الفتاة المُتصلة للمذيعة

أنا كنت بحب واحد .. لكن اتخطبت لواحد تانى
ليه ؟
هو حبيبى بيحبنى وأنا بحبه .. لكن ظروف شغله..أنه معاه بكالوريوس تجارة .. وظروفه مش مساعداه يتقدم ويتجوزنى.... مش لاقى شغل كويس وكد ه .. وتحت الحاح بابا وماما ..أن السن كبر .. وكده.... وناس بتيجى تتقدملى وأنا بارفض... فعلشان كده أنا وافقت اتخطب
وحبيبك موقفه إيه ؟
هوه والله عارف .. بس مش قادر يعمل حاجة ... المشكلة إنى لسه بحبه ومش قادره .. أعمل حاجة ... وبحاول أبعد وما اتصلش بيه ..وقلت أحب بعقلى مش بقلبى ..وأحاول أتأقلم مع خطيبى وكده
وخطيبك عامل معاكى إيه ؟
خطيبى إنسان محترم وكل حاجة .. لكن أنا مش عارفه أعمل إيه .. حاسه أنه بيحبنى ..مش عارفه أعمل إيه؟ محتارة
.. وانتى تحبى خطيبك يكون مُرتبط بيكى وله علاقة مع واحدة تانيه
لا طبعاً
خلاص .. يبقى اللى ما ترضهوش لنفسك وحاسة إنه يقلل من كرامتك ..مترضهوش لغيرك
لكن ...أنا .. انا محتارة .. هو حبيبى كان عاوز يتقدم لى لكن ظروفه
حبيبك لو كان بيحبك صحيح .. كان يدور على شغل تانى والظروف ممكن تتحسن ..لكن هوه مش بيحبك بجد..
هوه كان بيدور لكن مش لاقى
لو ان بيحبك حقيقى كان هيلاقى
أنا محتارة
الموضوع ببساطة أننا قدام اتنين ظروفهم تقريباً واحده واحد دخل الباب من بابه واتقدم يخطبك والتانى ما تقدمش وانتى ليكى حرية الأختيار
يعنى أعمل إيه ؟
طبعا تخلصى لخطيبك وخلاص تقطعى علاقتك بالشخص التانى .. واللى ما نرضهوش لنفسنا مانعملهوش لغيرنا .. أوكيه
أوكيه شكرا
أوكيه ..سلام
............
..........
المذيعة ببساطة عاقلة جداً
تحافظ على الأخلاق والفضيلة وترى ان الموضوع واضح وضوح الشمس
..شاب مستهتر .. بيلعب بمشاعر البنت وبيوهمها انه بيحبها لكنه فى الحقيقة كذاب .. وما يصحش أنها تخون خطيبها وتتواصل مع شخص تانى .. الموضوع بسيط
....
...........
فعلاً .. الموضوع بسيط ... المذيعة دى .. رأيها ببساطة هوه رأى النظام
........

النظام شايف أنه بيقدم كل فرص الحياة الكريمة للشعب
لكن للأسف الشعب بتخاذله وتكاسله وإهماله لا يتقدم لقطف ثمار التقدم والحضارة ويترك نفسه للفقر والتشاؤم والإحباط والعنوسة .. وعلى هذا فهؤلاء .. لا يستحقون من النظام أى ذرة تعاطف أو مساعدة ..
...............................
الأخت المذيعة الفاضلة تنتصر لقيم الإستقرار والتدين والفضيلة .. وتؤكد دوماً من خلال ردودها على مكالمات أُخرى على أننا مجتمع شرقى مُسلم محافظ له قيمه وعاداته وتقاليده وظروفه .. نختلف عن المجتمعات الأخرى المُنحلة الأمريكية والأوروبية التى لا تُقيم وزناُ للدين ولا الأخلاق والفضيلة...
.........
الأخت المذيعة .. ربنا يزيدها .. بتشتغل شغل كويس تمام .. بتاخد راتب كويس .. اللهم لا حسد .. مستقرة مع أسرتها .. أو مع زوجها وأولادها .. عندها عربية ... وشقة ..وتمام والحمد لله ..لا تقلق على مستقبلها ومستقبل أولادها ..... لأن الوظائف محجوزة والفلوس موجودة والوسايط بتنفه برضه
.... تحاول أن تُرضى ربها ودينها... وعلى هذا جاء ردها
..........
إن هذه المذيعة وأمثالها ... لا يشعرون بباقى قطاعات الشعب
هذه المذيعة أكاد أقسم لكم لا تركب السرفيس ... لا تقف فى طوابير الخبز ... لا تتأثر بارتفاع أسعار الزيت والسكر والدقيق .....لا تعرف الأخت الفاضلة المذيعة .. معنى البحث عن وظيفة ... ولم تُجرب إحساس البطالة وقلة المال .. وعظم المسئولية
لم تجرب الأخت المذيعة الفاضلة أن تتغرب عن بلدها وأهلها ..لا لشئ إلا كى تحصل على أساسيات الحياة .....
..................
........
ولذا الأخت المذيعة الفاضلة ... ومعها النظام الحكيم المبارك النظيف العزيز الرشيد الغالى محيى الدين ومميت الرذائل ..... ينتصرون دوماُ لقيم الفضيلة والأخلاق التى نحاول نحن الشعب المستهتر أن ننزلق فيها ..
..........
......................
أبقاهم الله لنا ليأخذوا بأيدينا نحو بر الأمان والنجاة كى نعبر تللك الدنيا بسلام ونفوز بجنة عرضها طول السماوات والأرض

Wednesday, March 25, 2009

التحليل


الساعة الأن تقترب من الثانية ظهراً .. يبدأ الأن عمله فى المستوصف .. لأنتظر قليلاً.. حتى يصل للعيادة ... لعل المواصلات زحمة اليوم ..سيُخبرنى اليوم بنتيجة التحليل .. خير إن شاء الله .. مفيش حاجة ..أنا ما عملتش حاجة تخلينى خايف كده ... عملت عمرة وحج .. صحيح .. ممكن أكون لقطت الفيروس من الأمواس ... صحيح بطلب استخدام موس جديد ومُغلف . لكن فى الزمن ده مفيش حد ضامن .. وأساساً فيروس الكبد سى ده .. ماحدش عارف بالضبط كل وسائل انتقاله .. منتشر جدا بين المصريين .. يمكن الهوا .. واللا الميه ... الله أعلم ... يا رب استر . منه لله اللى شار عليهم يخلوا تحليل الفيروس ده من ضروريات السفر ...ً .. تلاقيه دكتور أمراض كبد ..حب يسترزق واللا حاجه ...

الساعة الثانية وربع ... اتصل بيه بقى واشوف ..... ...
............................................................................................................
مابيردش ليه ... .. اتصل تانى
.............................................................................................................
استغفر الله العظيم .. مابيردش عليه ليه ... أنا بقى ما باحبش كده .. يمكن يكون التحليل لا قدر الله وحش ..فيه حاجة .... استغفر الله العظيم ..... وقوع البلا ولا انتظاره ... طيب ما بيردش عليه ليه .. يقول وخلاص ... وهوه ذنبه إيه .... ....
........
الساعة اتنين ونصف
اتصل تانى
...................................................................................................................
.....................................................................................................................
ألو
ألو السلام عليكم
إيوه
لو سمحتى .. مش ده موبايل الدكتور محمود
أيوه .. بس الدكتور بيعمل عملية
أه .. شكرا
أقوله مين ؟
لا .. مفيش حاجة ... هاتصل بيه لما يخلص ... شكرا
...................
استغفر الله العظيم .. ياللا .. ربنا يستر ... ويعنى لو طلع عندك الفيروس ده هتعمل إيه .. هاعمل إيه يعنى ..أمر الله .. مفيش مشاكل ... مش هاسافر .. هاقعد فى مصر أم الدنيا ... هاقعد أعمل إيه ؟ .. مش عارف ... مش هاعمل حاجة طبعاً ... هو فيه فى مصر حاجة تتعمل ... يعنى كان لازم الأزمة المالية العالمية دى تيجى دلوقتى ... والشغل يقل فيضطروا يستغنوا عن بعض الموظفين .... فيستغنوا يعنى .... استغفر الله العظيم ...أمر الله ... وأنزل مصر أجيب فيزة تانية .. وأعمل إجراءات السفر من تانى ...الموضوع مش صعب .. أوسخ حاجة موضوع تحليل فيروس سى ده .... استغفر الله العظيم
...... يعنى لو حصل عندى الفيروس هاعمل إيه يعنى هاشتغل فى مصر
بكام يعنى ؟ .. الواد عبده بيشتغل ب5000 جنيه .. الله أعلم ... بس ممكن ما عرفش اشتغل زيه ... ورواتب المهندسين ممكن تنزل فى مصر الفترة الجاية .. ناس كتير نزلت من الخارج فالمتقدمين للشغل هيزيدوا فالرواتب هتقل .... ومصر مفيش فيها أمان ولا استقرار .. والطفرة فى رواتب المهنسين ممكن تنتهى فجأة
.وحتى لو اخدت 5000 جنيه .. هتعمل إيه يعنى ؟
..
سبحان الله 5000 جنيه مش مكفينى .. ده أنا بنى أدم مُفترى بجد ...مش القصد بس ..يعنى أنا وضعى مختلف .. عاوز اعمل حاجات كتير ..عاوز أبنى بيت أبويا واتجوز ... يعنى ..... لو قعدت فى مصر مش هاعرف اعمل حاجة من دى ... والله يبارك فى الأخ أحمد عز .. وبتوع الأسمنت ...قلنا الحديد رخص .. طلعنا لنا الأسمنت ...... استغفر الله العظيم ...
........
..........
ألو
أيوه يا عم محمود انت فين يا عم ؟
معلش يا عصام .. كنت فى عملية والله ...إيه اخبارك :؟
تمام الحمد لله عملياتك يا سيدى ...إيه يا عم فينك ؟
فى المستوصف ...
نتيجة التحليل بتاعتى . ظهرت؟
أيوه يا عم الحمد لله ....سيبها لله انت قلقان كده ليه ؟
ماشى يا عم سايبها لله ...أمال يعنى سايبهالك.. المهم طمنى إيه الأخبار ؟
تمام يا سيدى الحمد لله .. سلبى
سلبى ؟ ..أحااااا.... يعنى إيه سلبى دى
ها ها ها .......... استغفر الله العظيم ماتفهمنيش غلط ........تمام يا سيدى ...يعنى مفيش عندك حاجة ..سليم الحمد لله.... ده أنا اللى يمكن يكون عندى
يا عم الحمد لله ... شكراً يا محمود ... ربنا يخليك يا باشا ...إيه نظامك هتخلص إمتى ؟
تقريباً بعد ربع ساعة كده
خلاص نتقابل فى القهوة
القهوة برضه ؟... يا عم غير القهوة الزبالة اللى يتقعدنا فيها دى ... خلينا نقعد فى كوفى شوب نضيف شوية
يا عم ليه بس ... دى قهوة كويسة ...ثم إنى برتاح فيها ..... القهوة يعنى قهوة ... سيبك من الكوفى شوبس ... والكلام الفاضى ده ..بتاع الفرافير .. أنا راجل شيوعى .باتخنق من أماكن ولاد الكلب الأغنياء
ماشى خلاص ..أنت هتتفلسف هتدينى محاضرة فى صراع الطبقات
خلاص ..أنا قاعد ع القهوة مستنيك
ماشى هاجيللك على طول
ياللا سلام
سلام







Sunday, March 15, 2009

البحث عن مخرج


.....
..............
....................
ما عاد شئ يؤثر
لا السئ يزعجنى ولا الحسن يُفرحنى
............
............................
...........................................

Saturday, March 14, 2009

البلاد المحجوبة .. جبران خليل جبران


هو ذا الفجر فقومي ننصرف *عن ديارٍ ما لنا فيها صديق
ما عسى يرجو نبات يختلف * زهرهُ عن كل وردٍ وشقيق
وجديد القلب أنى يأتلف * مع قلوب كل ما فيها عتيق ؟؟
............
هو ذا الصبح ينادي فاسمعي * وهلمي نقتفي خطواته
قد كفانا من مساء يدعي * أن نور الصبح من آياته
.....
قد أقمنا العمر في واد تسير * بين ضلعيه خيالات الهموم
وشهدنا اليأس أسرابا تطير * فوق متنيه كعقبان وبوم
وشربنا السقم من ماء الغدير * وأكلنا السم من فج الكروم
ولبسنا الصبر ثوبا فالتهب * فغدونا نتردى بالرماد
وافترشناه وسادا فانقلب * عندما نمنا هشيما وقتاد
............
.......
يا بلادا حُجبت منذ الأزل * كيف نرجوك ومن أين السبيل؟
أي قفر دونها أي جبل * سورها العالي ومن منا الدليل؟
أسراب أنت أم أنت الأمل * في نفوس تتمنى المستحيل ؟
أمنام يتهادى في القلوب * فإذا ما استيقظت ولى المنام
أم غيوم طفن في شمس الغروب * قبل أن يغرقن في بحر الظلام؟
...........
يا بلاد الفكر يا مهد الأولي * عبدوا الحق وصلوا للجمال
ما طلبناك بركب أو على * متن سفن أو بخيل ورحال
لست في الشرق ولا في الغرب * ولا في جنوب الأرض أو نحو الشمال
لست في الجو ولا تحت البحار * لست في السهل ولا الوعر الحرج
أنت في الارواح أنوار ونار * أنت في صدري فؤادا يختلج.
......
....
جبران خليل جبران

Thursday, March 05, 2009

عيشة الكلاب


أتى فى خاطرى منذ زمن ...جواب لسؤال كثيراً ما كان يتردد
لماذا ظهر الإسلام فى بلاد العرب وبين العرب ؟.. ولماذا انتشر فى فى دول أسيا وأفريقيا ...ولم ينتشر فى أوروبا ..وما تبعها من دول سيطر عليها الأوربيون كأميركا واستراليا ؟
...........
كانت الإجابة الكلاسكية التى نسمعها ونقرأها فى المحيط الثقافى العربى ..أن الله أصطفى العرب وجعل النبوة فيهم على خلاف العادة - حيث كان كل الأنبياء السابقون عليهم الصلاة والسلام على بعثة الرسول -محمد - صلى الله عليه وسلم - من بنى إسرائيل من ابناء اسحاق عليه السلام
إلا أن محمد عليه الصلاة والسلام - من بنى اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام
ذلك .أن الله لعلمه ما فى نفوس العرب من مكارم الأخلاق على الرغم من ظاهر فسادهم فى جاهلية ما قبل الإسلام ..إلا انهم مقارنة بالبشر فى زمن النبوة ..فى حدود 610 ميلادى ...كانوا أفضل أهل الأرض
فكانوا شجعاناً كراماً ينصرون المظلوم ..فيهم المرؤوة والنخوة وكثير من مكارم الأخلاق على الرغم من انتشار الشرك وعبادة الأصنام وكثير من المُوبقات كشرب الخمر والزنا .. والحروب المتكررة بينهم والسلب والنهب ..وغير ذلك
..
.....
.............
لكنى ...أختلف مع هذا الرأى ..
.فأرى ان الله اختار العرب ليُنزل فيهم الإسلام ..لعلمه أنهم أحقر أهل الأرض ..
ذلك أن الله أراد أن يثبت لعباده جميعاً ..فى كل زمان ومكان أن دينه بمفرده ..يستطيع أن يكون مرجعية كاملة للحياة وسبب قيام حضارة كاملة ..بدون أى مقومات أخرى ....فالناظر فى مُقومات قيام الحضارات و نشؤها ...يلحظ ..عوامل جغرافية وعوامل زمانية مواتية ..فمثلاً الحضارات القديمة جميعها قامت إما على الزراعة والإستقرار بجوار الأنهار كالحضارات المصرية والعراقية القديمة ..أو على التجارة كالحضارات البحرية ..الرومانية الإيطالية واليونانية واللبنانية الفينيقية القديمة ...وحضارات الشرق القديم كالحضارة الصينية وغير ذلك ....كانت هناك عوامل مكانية وتراكم خبرات لشعوب متعاقبة كى تظهر تلك الحضارات للوجود ....لكن سكان شبه الجزيرة العربية ...فى معظمهم ..لم يُعرف لهم حضارة بل لم يُعرف لهم دولة ...او شكل تجمع جغرافى واحد ....إلا فى أطراف شبه الجزيرة فى اليمن جنوباً والشرق على مشارف الخليج ...والشمال ..لسيطرة الرومان على هذه الأماكن....
..........
.....
كان العرب قبل ظهور الإسلام ..همجاً ..لا وزن لهم ..يعيشون يومهم لا يدُركون لحياتهم قيمة ..غلاظ أجلاف ......يدارون تخلفهم بتطرفهم فى صفات يُعلون بها بالباطل من شأن أنفسهم.. فيتطرفون بالكرم حتى يصل بهم ذلك للسفه ..حتى أن بعضهم كان يفتح داره لإطعام كل عابرى السبيل ..وكان مصدر دخله ..أنه قواد ... يُكره جواريه على البغاء ...ويتطرفون فى الشجاعة حتى يصل بهم ذلك لإهلاك النفس وغير ذلك ..
......
حتى جاء الإسلام ......ففى فترة قصيرة جداً..لا تتعدى عشرة أعوام بعد وفاة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان الإسلام دولة ذات حضارة عظيمة تُرفرف عليها قيم الحق والخير والعدل ...
.دعكم من شبهات أن الإسلام انتشر بحد السيف ...- تللك شبهة باطلة
فالسيف فى الإسلام كان لهدم الموانع التى تمنع الإنسان من حرية اختيار دينه
فالإسلام لم يطلب من سكان البلاد التى فتحها شئ
لم يُجبرهم على اعتناقه كدين ..بل منحهم الحرية لإختيار دينهم
...............
بل اذكروا وجه الإسلام الحقيقى
..
ومنه أن رجلاً من أهل مصر جاء لعمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك فقال عمر رضي الله عنه لقد عذت بمجير فما شأنك فقال سابقت بفرسي ابناً لعمرو بن العاص وهو يومئذ أميرٌ على مصر فجعل يقنعني بسوطه ويقول أنا ابن الأكرمين فبلغ ذلك عمرا أباه فخشي أن آتيك فحبسني في السجن فانفلت منه فهذا الحين أتيتك فكتب عمرو بن العاص إذا أتاك كتابي هذا فاشهد الموسم أنت وولدك فلان وقال للمصري أقم حتى يأتيك فأقام حتى قدم عمرو وشهد موسم الحج فلما قضى عمر الحج وهو قاعد مع الناس وعمرو بن العاص وابنه إلى جانبه قام المصري فرمي إليه عمر رضي الله عنه بالدرة قال أنس رضي الله عنه فلقد ضربة ونحن نشتهي أن يضربه فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه وعمر يقول اضرب ابن الأكرمين قال يا أمير المؤمنين قد استوفيت واشتفيت قال ضعها على ضلع عمرو فقال يا أمير المؤمنين لقد ضربت الذي ضربني قال أما والله لو فعلت ما منعك أحد حتى تكون أنت الذي تنزع ثم أقبل على عمرو بن العاص وقال يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أُمهاتهم أحرارا
....
تلك اعظم قيم الإسلام ..الحرية والعدل
..
الشاهد فى هذا أننا كعرباً وشعوب أسيويوين وإفريقين ..أكاد أجزم اننا لا نملك فى نفوسنا مقومات التحضر
فمثلاً ..الناظر فى تاريخ أوروبا .. المُعاصر ...يجد وعى شعبى عام موحد بالمسلمات البسيطة أن البشر كلهم سواسية لا فضل لأحد على احد ...يجد نفوس حرة أبية لا تقبل الظلم ولا القهر ...فالثورة الفرنسية مثلاً ثورة قامت ثورة شعبية ساحقة ...سحقت الطبقات المُستغلة ..ثورة ضحى من قاموا بها ..بأرواحهم فى سبيل قيم الحرية والإخاء والمساواة ..
.....
مثلاً ..صورة المغامر ...دوماً ما كانت تاخذ بألبابنا ...صورة المغامر الأمريكى ..رعاة البقر ..هؤلاء القوم الذين يقتحمون أرضاً غريبة عليهم ..يحلمون بالمجد والثروة ..لا يهابون الموت فى سبيل الحياة الكريمة
...................
هذا النمط من التفكير ..ومن أسلوب الحياة ..نمط لا يوجد فى محيطنا العربى او بالأحرى الأفرأسيوى
........
دوماً نحتاج لقوى غيبيبة ..تدفعنا للدفاع عن حقنا فى الحياة الكريمة
وقد لاحظ هذا الصحابى الجليل أبى ذرالغفارى رضى الله عنه فيُنسب له انه قال
..
عجبت لمن لا يجد قوت يومه ثم لايخرج شاهراً سيفه
..
....
...
وفى هذا حديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام
إذ قال
...
يوشك أن تتداعى عليكم الأمم. كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: لا. بل أنتم يومئذٍكثير. ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم. وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله: قال: حب الدنيا وكراهية الموت!!رواه أبو داود برقم 4297 وأحمد برقم 21363 وصححه الألبانى
...
الخلاصة أننا صرنا نود أن نعيش بأى شكل
نعيش عيشة الكلاب واسمنا عايشين
...............
........
يبدو اننا كنمط من البشر لا نملك فى طباعنا الأصيلة صفة الكرامة ...وحب النفس والدفاع عنها ..نحتاج دوماً لدافع أخر ..ليدفعنا للتحرك ولما كان أى دافع غير دافع الدين لا وزن له مؤثر
صار الدين والإسلام فى الأساس هو المحرك الوحيد لقيام الحضارة فى بلادنا العربية والإسلامية عموماً
ولما غيبنا الدين ...غابت عنا شمس العزة والكرامة
حيث أننا أصلا كما أسلفت ..لانملك بذواتنا صفات الكرامة ..
........
....
وكما قال القائل
أين المرؤة لو يغيب الدين
الجواب واضح
...

Friday, February 20, 2009

كفانى يا غُلب


أحد أهم المشاكل التى تواجهنا نحن كعرب ومسلمين . سوء تقدير الأمور والإنشغال بموضوعات فرعية ..عن القضايا الكبرى
..فمثلاً نحن فى مصر ..نشغل أنفسنا ...بالهوية المصرية ...هل نحن مصريين ...فراعنة ..أم عرب ..
مسلمين أم أقباط ...أننتمى ..للمجتمع العربى أم للمجتمع الأفريقى ..أنتقارب مع أوروبا ..أم مع دول عدم الإنحياز ..
.وتلك القضية تجرنا لمواقف أصعب ...منها مع اختلاف الوضع ..موقفنا من الأحداث المحيطة بنا ..
هل نساند غزة ضد العدوان الإسرائيلى أم ننأى بأنفسنا عن ذلك الصراع؟
هل نُسهم بدور فاعل فى المجتمع الأفريقى ..أم نتجه نحو الغرب ؟
هل نقوى علاقتنا بروسيا أم لا ..نتحالف مع أميركا ؟
..........
جدير بالذكر أنه فى زمن الجهاد الأفغانى ضد الروس ..وقع المجاهدون العرب الذين سُموا فيما بعد بالأفغان العرب مشكلة رأوا أنها كبيرة ..
حيث وجدوا بعد الإختلافات العقدية عند الأفغان ..فمثلاً الأفغان يُعلقون التمائم ...وهذا فى عقيدة أهل السنة والجماعة توسل بغير الله ..وفيه شبهة شرك
فكادوا يتوقفوا عن الجهاد معهم ...
..........
مثل تلك الأمور التى نتوقف عندها ..تكرس الخلاف بيننا وننشغل بها عن الأخطار التى تواجهنا وتكاد تُدمرنا
ولا نُلقى بالاً ..لمن يتربصون بنا
نكاد لا نستطيع تكوين رأى عام موحد فى مسال تكاد أن تكون مُسلمات
فمثلاً كثير من أصدقائى ويعبرون عن قطيع عريض من الشعب المصرى ...راضيين عن أوضاعهم وأوضاع مصر الحالية ..بدعوى أننا فى ظل هذا النظام ..توقفنا عن الحروب ...التى انغمسنا فيها بدلاً عن العرب ولم نجن منها برأيهم إلا الفقر ..ولم نحظى حتى بحسن التقدير
..........
وقطاع كبير جداً أيضاً من الشعب المصرى ..على الرغم من فقره وسوء ظروفه الإقتصادية والمعيشية
لا يطلب الديمقراطية وحرية الإنتخابات ..وأشياء من ذلك القبيل
بدعوى أن تلك الديمقراطية والإنتخابات الحرة قد تأتى بالإخوان المسلمين لُسدة الحُكم
وفى ذلك تهديد لنظام حياة اعتادوه
..............
لا نتفق حتى على أبسط الأشياء
.....
صار كلٌ منا لا يفكر حتى من واقع مصلحته الخاصة
أشعر أحياناً اننا ما عدنا ندرى ما هى مصالحنا
.........
لا نُدرك أن أعدائنا لا يفرقون بيننا هل نحن مسلمين أم مسيحين ..هل لون بشرتنا أبيض أم أسمر ..هل نحن عرباً أم كُردا ..سنةً أم شيعة ..
للأسف كثيرون منا وقعوا فى فخ الإنقسامات بعدم الوعى
...
أنظمة الحكم الفاسدة تُكرس تلك الخلافات وتدفع بتلك الأفكار للظهور ..لكى ننشغل بها عن الإصلاح الحقيقى للمجتمعات
........
لاحظت للأسف ..فى كثير من المدونات ..إنشغال بأفكار من ذلك النوع عن الواقع المر الذى نعيشه
..........
كفانا غلبا ..فلا تزيدوه ..بالله عليكم

Thursday, January 29, 2009

جمال مالك ( المليونير المتشرد ).. وحلم النعيم




Slumdog Millionaire

المليونير المتشرد



فيلم هندى ..لكن ليس كالأفلام الهندية التى شاهدناها ونحن أطفال فى مصر ..أرسله لى صديقى ..رؤوف شريف ..استنكرت بداية ..لكن لثقتى فى رؤيته.... .حملت الفيلم ..وسعدت جدا بتحميله
من هذا اللينك




الفيلم يحكى بلغة سينمائية راقية ومُتقنة باستخدام الفلاش باك قصة حياة شاب هندى مسلم فقير ....جمال مالك ..وصل لبرنامج من سيربح المليون - النسخة الهندية - ومن خلال الإسئلة التى يُسئلها فى الرنامج ..يعرض الفيلم قطاع تشريحى للمجتمع الهندى ..بكافة مظاهر حياته ...التكنولوجيا والهمجية والثراء والبؤس .والروحانيات و الإبادة العرقية للمسلمين التى يقوم بها الهندوس برعاية الحكومة

...............


، ثلاثة تحديات رئيسية افترضت الهندوسية منذ زمن أنها في مواجهة معها، الشيوعية، النمط الاستهلاكي الغربي، والإسلام

أما الشيوعية فقد سقطت أنيابها، وأما النمط الغربي الاستهلاكي فقد تبنته بالكامل النخبة الهندية، وبالتالي لم يبق إلا الإسلام هو العدو الأوحد

...........

يناقش الفيلم بنعومة وحرفية أهم قضايا المجتمع الهندى ..الطبقية وجرائم الإبادة العرقية والدينية للمسلمين الذين يشكلون ما يزيد على 30% من عدد السكان


الطبقية فى الهند ليست مشكلة اقتصادية سياسية بل هى عقيدة دينية


يعتبر الهندوس مجتمعا شديد الطبقية، بالغ التعصب، فبينا يتمتع أناس فيه بمقام الآلهة، يخوض آخرون أوحال الذل والمهانة، وهذا التقسيم ليس نتيجة سلطة ظالمة توشك أن تزول، بل هو بمقتضى دينهم قدرا إلهيا وأمرا ربانيا، فالإله عندهم قد خلق الخلق على هذا النحو الذي هم فيه، فجاء في كتابهم "منُّوسَمَرتي" وهو سفر من أسفارهم المقدسة حيث جاء فيه :" لسعادة العالـم خلق برهما - إله الخلق - البراهمة من وجهه، والكشتريين من ذراعيه، والويش من فخذيه، والشودر من قدميه " ووفقا لهذا الخلق يجب أن تكون وظائفهم في الحياة وفق دلالة موضع خلقهم، فرأس الإله مركز الفكر والحكم، خلق منه البراهمة فهم العلماء والحكماء ويتمتعون بمزايا عظيمة، والذراعان هما مصدر القوة والبطش ومنهما خُلِقَ الكشتريون فوظيفتهم حماية البلاد ونظامها من الأعداء والمتربصين وهؤلاء هم الجند ، والفخذان اللذان عليهما اعتماد البدن خلق منهما الويشا فوظيفتهم حمل المجتمع ماديا فيقومون بالتجارة والصناعة وعليهم يقع توفير الأمن الغذائي وتأمين الرخاء والاستقرار المعيشي، وتأتي الطبقة الدنيا - الطبقة المسحوقة باسم الدين - وهي الطبقة التي خلقت من قدمي الإله لتكون أسفل طبقة في سلم المجتمع الهندوسي وهي طبقة الخدم والعبيد ( الشودرا ). فواجبهم الخدمة والعمل وإنجاز كلّ ما يوكل لهم من الطبقات الأعلى. يقول البيروني: "ويكون شُودر مجتهداً في الخدمة والتملُّق، متحبباً إلى كلّ أحدٍ بها، وكلّ من هؤلاء إذا ثبت على رسمه وعادته نال الخير". أمّا إذا لـم يقم بواجبه ناله العقاب، وقد نص شرع الهندوس (منُّوسَمَرتي) بشأن وظيفة هذه الطبقة بما يلي: "وفرض الإله الأعظم على الشودار أمراً واحداً وهو أن يقوم بإخلاص تام بخدمة هذه الفرق الثلاث"، ويقصد بها الطبقات السابقة الذكر وهم: البراهمة، الكشاتريا، والويشا.
ولا يدخل المنبوذون في هذا التقسيم فهم درجة دنيا مدنسة لا تدخل أساسا في التركيبة الهندوسية

...............
شاهدت الفيلم فاستمتعت به..اتمنى أن تشاهدوه وينال إعجابكم


Friday, January 23, 2009

سئمت الحقيقة - فاروق جويدة


سئمت الحقيقه لأن الحقيقه شئ ثقيل
فأصبحت اهرب للمستحيل
ظلال النهايه في كل شئ
اذا ما عشقنا نخاف الوداع اذا ما التقينا نخاف الضياع
وحتي النجوم تضئ وتخشي اختناق الشعاع
هموم السفينه ترتاح يوما ونلقي بعيداً بقايا الشراع
اذا ما فرحنا ***نخاف النهايه
اذا ما انتهينا ***نخاف البدايه
وما عدت أدرك اصل الحكايه
لأن الحقيقه شئ ثقيل
سئمت الحقيقه
نحب ونشتاق مثل الصغار
ويصحو مع الحب ضوء النهار
ويجعلنا الحب ظلاً خفيفاً
وتنبض فينا عروق الحياه
وننسي مع القرب لون الخريف
ويبلغ درب الهوى منتهاه ويوما نرى الحب اطلال عمرا
وتصرخ فينا بقايا دماه
............
............
سئمت الحقيقه
شباب يحلق بالامنيات
يباهي به العمر كالمعجزات ويسقط يوماً كوجه غريب يطارد عمراً من الذكريات
نقامر بالعمر ***يحلو الرهان نريد الاماني ***فيأبي الزمان
ونحمل للظل لحنا قديماً نعيش عليه الخريف الطويل
وندرك بين رماد الاماني بأن الحقيقه شئ ثقيل
سئمت الحقيقه
تشرد قلبي زماناً طويلا وتاه به الدرب وسط الظلام
حقيقة عمرى خوف طويل
تعلمت في الخوف الا أنام
نخاف كثيراً
عيون ينام عليها السهر
نخاف الحياه.... نخاف الممات .....نخاف الامان ......نخاف القدر
واوهم نفسي بأن النهايه شئ جميل
وان البقاء من المستحيل
سئمت الحقيقه
فما زلت اعرف أن الحياة ومهما تمادت سرابٌ هزيل
وما زلت اعرف ان الزمانَ ومهما تزين قبحٌ جميل
واعرف أني وإن طال عمرى سأنشد يوماً حكايا الرحيل
واعرف أني ساشتاق يوماً يضاف لآيام عمرى القليل
ونغدو ترابا يُبعثر فينا الظلام الكسيح
ونصبح كالامس ذكرى حديث .....تراتيل عشق لقلب جريح
وفي الصمت نصبح شئ كريها
وأشلاء نبض لحلم ذبيح
وتهدأ فينا رياح الامانى وبين الجوانح قدتستريح
ونغدو بقايا تطوف علينا فلول الذئاب
فتتركُ للارضِ بعد البقايا وتترك للناس بعض التراب
حقيقه عمرى بعض التراب وتلك الحقيقه شئ ثقيل
سئمت الحقيقه
فما عدت املك في الارض شئ سوى ان اغني واوهم نفسي بأني اغني
واحفر في اليأس نهر التمني
لتسقط يوماً تلال الظلام
وينساب كالصبح صوت المغني
واوهم نفسي ببيت صغير لكل الحيارى يلم البقايا ويأوى الطريد
رغيف من الخبز...ساعات فرح
وشطأن امن وعش سعيد
واوهم نفسي بعمرٍ جديد
فابني القصور بعرض البحار
واعبر فيها الليالي القصار
واوهم نفسي بأن الحياه قصيده شعروالحان عشق
نجوى ظلال وان الزمان قصيرقصير ....وان البقاء محال محال
تعبت كثيرا من السائلين
وما زال عندى نفس السؤال
لماذا الحقيقه شئ ثقيل
لماذا الهروب من المستحيل
سئمت الحقيقه
لان الحقيقه شئ ثقيل
............
...........
فاروق جويدة

الطريق



الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر

فثارت العجول في الحظيرة ،

تبكي فرار قائد المسيرة

وشكلت على الأثر

محكمة ومؤتمر

فقائل قال : قضاء وقدر

وقائل : لقد كفر

وقائل : إلى سقر ،

وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة

لعله يعود للحظيرة ؛

وفي ختام المؤتمر ،

تقاسموا مربطه، وقسموا شعيره





وبعد عام وقعت حادثة مثيرة ،

.لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة
شعر أحمد مطر

Friday, January 16, 2009

آخر الأنبياء- جمال عبد الناصر




آخر الأنبياء


وفى الليلةِ الظلماء يُفتقد البدرُ


ُ


جمال عبد الناصر - 15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970




أنادى عليك ..أبا خالدٍ.. وأعرف انى أُنادى بواد
...
وأنك لن تستجيب ..وأن الخوارق ليست تُعاد


...

Friday, January 09, 2009

" السكوت على الموتِ موتٌ أشد - د نصار عبد الله




السكوتُ على الظلم ظلمٌ أشدْ
لم يكن لى يد فى اغتيال حبيبى لم يكن لىَ يدْ

واقفا كنت، .... كان الجنود يجرّونهُ،

ثم يلقونه لظلام الأبدْ

وأنا واقف أرتعد
من ترى ينشر الآن عطر المكانْ
يا حبيبى الذى كان فى كل آنْ
وردة فى جبين الزمانْ
سألتنى، وناحت عليك الورود الحسان
سألتنى وناحت عليك الورود
سألتنى الصبايا اللواتى كسرن المرايا وخضبن بالأرض لون الخدود
من ترى؟
قلت إن الجنودْ حملوا فى الظلام الفتى
قلت إن الفتى لن يعود
!من ترى من ترى من ترى؟

الدروب التى سرتَ فيها،
وهذى البلاد التى كنتَ من عاشقيها
وهذا الفؤاد الذى أنت مازلتَ فيه
راح يسألنى
كيف لا يستميت أخُ ،دون قلب أخيه
كيف لا يستميتُ أخٌ ..دون موت أخيه ؟

ْ
كيف ـ ذاك المساء الكريهْ ـ كيف لم تعترض قاتليهْ..؟

السكوت على الموت موت

الليالى تمر وقـد توجّتنى بعار السكوت
ياحبيبى الذى رفعته البنادق للملكوت

أنت مت شهيدا وفارقتنى

وأنا كل يوم أموت
.....................
عن اغتيال الفرسان ..للدكتور نصار عبد الله

Thursday, January 08, 2009

وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم





بسم الله الرحمن الرحيم




سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ


زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ

وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم

ٍ
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ


يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم


ٌ
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ


يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم




سورة البقرة 211 - 218