Friday, September 14, 2007

أفراح الروح



كيف نضاعف حياتنا

عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود
أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة لا وهماً
فتصور الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا . فليست الحياة بِعَدِّ السنين ، ولكنها بعدادِ المشاعر ، وما يسميه " الواقعيون " في هذه الحالة " وهماً " ! هو في " الواقع " حقيقة " ، أصحّ من كل حقائقهم !
لأن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة .
جَرِّدْ أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي
ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته ، فقد عاش حياة مضاعفة
فعلاً يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
..................

حين نعتزل الناس ، لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً ، أو أطيب منهم قلباً ، أو أرحب منهم نفساً ، أو أذكى منهم عقلاً ، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً … لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل ، وأقلها مؤونة

إن العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس ، مُشْبَعين بروح السماحة ، والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم ، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ، ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع ! .إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ، ومثلنا السامية ، أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم ، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقاً .. إن التوفيق بين هذه المتناقضات ، وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد هو العظمة الحقيقية
.............

عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ، نحس أنه لا يعيبنا أن نطلب مساعدة الآخرين لنا ، حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة ! ولا يغض من قيمتنا أن تكون معونة الآخرين لنا قد ساعدتنا على الوصول إلى ما نحن فيه
إننا نحاول أن نصنع كل شيء بأنفسنا ، ونستنكف أن نطلب عون الآخرين لنا ، أو أن نضمّ جهدهم إلى جهودنا ، كما نستشعر الغضاضة في أن يعرف الناس أنه كان لذلك العون أثر في صعودنا إلى القمة ؛
إننا نصنع هذا كله حين لا تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة ، أي عندما نكون بالفعل ضعفاء في ناحية من النواحي ..
أما حين نكون أقوياء حقاً فلن نستشعر من هذا كله شيئاً .. إن الطفل هو الذي يحاول أن يبعد يدك التي تسنده وهو يتكفأ في المسير
عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ، سنستقبل عون الآخرين لنا بروح الشكر والفرح
الشكر لما يقدَّمُ لنا من عون .. والفرح بأن هناك من يؤمن بما نؤمن به نحن
فيشاركنا الجهد والتبعة ... إن الفرح بالتجاوب الشعوري هو الفرح المقدس الطليق ....................
ما سبق كان مقتطفات من كتابات المفكر الإسلامى الشهيد " سيد قطب " رحمه الله

Wednesday, September 05, 2007

تخاريف ما قبل الصيام


" كن جريئاً فى إعمال عقلك " ...
ولكن هل العقل يستطيع وحده أن يفتح لنا مغاليق الوجود وأسراره
أم نحن بحاجة للكمال الإلاهى لنعلم ما لم نحط به علماً
هل حقاً ..من جد وجد ..ومن زرع حصد ...ومن سار على الدرب وصل ...
أم تغيرت طبائع الأشياء ...
وصرنا نعيش فوضى ......ليست خلاقة يالطبع
...................................................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم " ولقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم " ...صدق الله العظيم
لكن ...لم أشعر دوماً أن الخلق ناقص ؟
قصور فى الفهم.. أم أن الإنسان فى سبيله للكمال الذى لا يتم إلا بنهاية الكون
.. هل لأن الكون مازال فى مرحلة الخلق ..لم يكتمل خلقه بعد ؟ ..وسيتم خلقه ..بنهايته ؟....فإن كان الله خلق الكون فى ستة أيام ....والكون مازال يتجدد كل لحظة فهو فى مرحلة الخلق ..فاليوم عند ربك ..بألف سنة مما تعدون ..فقد يكتمل الخلق فى ستة ألاف عام..
هل إكتمل الخلق .....ما عمر الكون ؟ ..
أم أننا بطبعنا مخلوقات ناقصة لن نستطيع فهم هذا العالم ..فلله فى خلقه شئون ...كل يوم هو فى شأن ..يرفع أقواماً ويخفض أخرين ...ينعم على شعوب ..ويبلى شعوب بالمصائب والكوارث ...قد لا نستطيع فهم حكمته ..ولا معرفة مراده
هل لا جدوى من أن تشغل عقلك بما لا طاقة لك به ؟
هل نحن نطلب المحال ...
...........................................................................
صراع دائم يجتاحنى ..بين الروح والطين
بين الصورة المثالية المتسامية التى تنظر للكون من عل . ..وبين الطبيعة الأرضية الجشعة التى لا تتفهم ألا ما تتلمسه ولا تُقدر ألا ما ترغبه
...........................................................................................................
الرضا بما يريد القضا
.........................
هل ما نعيشه اليوم ..ما يريده القضا ..
.............................................................................
يا رب..
هل لا تكون راحة أبدا
أو خٌلقتا فى كبد ..دائم ؟

Friday, June 22, 2007

أما كان يمكن؟



يوسف الصائغ


إنها الساعة الثالثة . . بعد منتصف الليل .
بغداد واقفة
مثل مرضعة على كتفها ، قمر ميت
. وفي الرحم منها جنين عجيب
. رأينا على الأفق المستريب
قمرا من رماد . . وأنياب ذيبْ
. والليلة .
. سوف يسيل من القمر الميت . . خيط دم
، يعلق بالروح وبالأغصان
والليلة .
. تنبت في الملجأ أدغال العصر الملعون
وتكتمل الأحزانْ
وستطفو قبل الفجر تماسيحٌ سود
. . ذات زعانف ، من لهب ودخان
. . وعما قليل . . ستبتديء المجزرة

**مقدمة :
أنا لا أنظر من ثقب الباب الى وطني
. . لكني أنظر ، من قلب مثقوب
. . وأميز بين الوطن الغالب
. . والوطن المغلوب
. . . . . اللهُ
لمن يتنصتُ في الليل على قلب
أو يسترق السمع الى رئتيه
!وطني لم يشهد زورا ، يوما .
. لكن شهدوا بالزور عليه .
. القصيدة :
ها أنا و اقف ، فوق أنقاض عصري
. . أقيس المسافة مابين غرفة نومي . . وقبري !
وأهمس : واآسفاهُ
. . لقد وهن العظمُ ، واشتعل الرأسُ
، واسودّت الروح .من فرط مااتسخت بالنفاقْ
. . سلام على هضبات الهوى
( سلام على هضبات العراق )
انها الساعة الثانية ، وثلاثون
. . من بعد منتصف الليل
. . بغداد نائمة . . والهزيع ثقيل
. . وحده النهر مستيقظ
. . والمنائر . . والقلق المتربص ، خلف جذوع النخيلْ
. . فجأة
. . صرخت طفلةُ الخوف في نومها .
. وتخبط في العش فرخ يمام
.:- وصاح المؤذن في غير موعده
استيقظوا ، ايها النائمون
. . وماد المدى . . وتجعد جلد الظلام
واقشعر السكون
:ترى أما كان يمكن إلا الذي كان ؟
ماكان يمكن إلا الذي سيكون ؟
كان ، لامناص ، سوى ان تُخان ،على صدق حبك
، ياصاحبي ، او تخون ؟.
. هو ذا قمر من دم
، قد التصقت كسر الخبز فيه
. . دم . . تراب . . وهرّ على منكبيه . . غراب .
. ولقد نظرت بمقلتي ذئب الى وطني .
. وأحسستُ العواء ، يجيئني ، دبقا . . يبلله اللعابُ .
. ورأيتني ، اتشمم الجثث الحرام
.أفتش القتلى عن امرأتي .
. لكن . . صاح غراب البين
. . فانشقّ المشهد قسمين:
مشهد ، عن يسار ضريح الحسين .
. وآخر ، في ملجأ العامرية
. . ورويدا . . حتى يبتديء القصفُ
،وتصعد ، من بين شقوق الاسمنت المحروق
،تراتيل الخوف ، ترافقها أصوات مخاض
. . تسقط قنبلة . . تسقط أخرى . . أخرى
ينفجر الملجأ . . ينهدم السقف . . وتحترق الدنيا.
. فنموت . .
ونسمع بين الموت ، وبين اليقظة .
. صوت جنين
. . يضحك في الأنقاضْ
.........
. واقف فوق أنقاض عصري
. . كالصليب
. . يمد يدين مضرجتين .
. فما بين يأس . . وصبر .
. ألا . . أيها الراهبُ الابديُّ الجريح
. . أما آن أن تستريح .
. وتدرك أنك لست المسيح .
. وان الطريق الى ( الجلجة )لم يعد معضلة!
ولكنه ، في زمان . . كهذا الزمان .
. غدا مهزلة . . ومحض جنون .
. ترى ، أما كان يمكن إلا الذي كان . . ؟
ماكان يمكن إلا الذي سيكون ؟ .
بلى . . كان يمكن .
. لكنّ خمسين عاما ، من الحب . . لابد تُتعبُ
والصبر . . يتعبُ .
. والحلم . . والوهم . .
هذا العذاب البريء .
. في وداع حبيب مضى .
. وانتظار حبيب يجيء !
وقد كنتُ في وحشة الروح .
. أرنو لبغداد .
. أبحث عن منزل لي بها
،وأعرف ، أنك أهلي . . وبيتي .
. وأن على بابنا ، جرسا للحنين .
. أقرعه . . ثم أدخل
:اللهُ . . هذا إذن كل ماقد تبقّى ؟
سريرٌ كسيح . . وغرفة نوم مهدمة
. . ماتزال معاطف من رحلوا معلقة فوق جدرانها
ومكتبةٌ . . سقطت كل أسنانها . . وأهملها العاشقون .
. علام إذن يكتب الشعراء قصائدهم ؟
ومم تُرى يشتكون ؟
فما زلت أذكر
، أنا مشيينا وحيدين نبحث عن فندق للعناق .
. وحين وجدنا الشوارع مهجورة .
. والفنادق ممنوعة على العاشقين
، اخترعنا الفراق . .
سلام على هضبات زمان مضى .
. سلام على هضبات العراق .
. يومها
. . كان للحب ، بيت صغير . يعود له في المساء .
ولم يكن الحزن قد بلغ الرشد
. . والخوف ، ماكان قد أفسد الكبرياء
ولم يكن الشهداء يموتون ،
من قرف أو رياء . . . . .
أبدا ....
. كان يمشي الى الموت مكتفيا بمحض رجولته
وبزهو الدموع التي في عيون الحبيبة .
. وحين دنت ، ساعة المجد
غالبه حبه . . فانحنى خاشعا وقبل جلاده . . وصليبه . . ..
.. .. .. .. واقف كالمرابي . . في تخوم الضياع .
. وعصر الخراب .
. على كتفي ، ببغاءٌ مدربةٌ
وفي الصدر قبرة . . بجناحي غراب . .
غير مستنكف من مشيبي .
. ولا نادم .
. لأني لمحض سراب ، هدرت شبابي .
. ولم أنس هذا الذي كان . . او سيكون .
. فانظروا أيها الطيبون .
. إنها الساعة الثالثة . . بعد منتصف الليل
. . بغداد واقفة ،
مثل مرضعة . . على كتفها ، قمر ميت
. . وفي الرحم منها جنين عجيب .
. رأينا على الأفق المستريب .
. قمرا من رماد . . وأنياب ذيبْ .
. والليلة . .
سوف يسيل من القمر الميت . . خيط دم
، يعلق بالروح وبالأغصان
والليلة .
. تنبت في الملجأ أدغال العصر الملعون
وتكتمل الأحزانْ
وستطفو قبل الفجر تماسيحٌ سود .
. ذات زعانف ، من لهب ودخان .
. وعما قليل . . ستبتديء المجزرة
فمن يشتري التذكرة
إني ابتعت بهذي الليلة تذكرتين مكان اثنين .
. أنا وحبيبة قلبي
في منتصف المشهد -
لكأني أرى مثلما يحلم النائمون -
. . عراقية تتفتح من فرح في الفراش الوثير
وأراني أمشط شعر محبتها
فترمقني بامتنان وتمسح فوق يدى بالحرير
كأني أرى . . وأرى . . وأرى .
إنما ، فجأة .
. يفتح الباب .
. يدخل مخدعنا ، قنفذٌ من دم
فتطفيء الرغباتُ وتترك فوق السرير
جثة امرأة كنت احببتها
ستبقى بلا كفن في ضمير الحضارة.
. الى ان يدب الفساد بها .
. لتفضح سر العلاقة بين القداسة فيما نحب . . وبين الدعارة !. .
. . . واقف فوق انقاض بيتي .
. أفتش عن جثة امرأتي . .
ودمية بنتي
ويسألني الناس للمرة الألف . . -
ماكان يمكن ؟
اصرخ : لا . . أيها الغافلون .
. فإن تك خمسون عاما من الحب تتعب .
. أو يكن الصدق يتعب .
. فالكذب . . آخ من الكذب .
. هذا العذاب البذيء
في اقتفاء النجوم التي لاتضيء .
. والتثبت من قمر في المحاق .
. سلام على هضبات المنى
سلام على هضبات العراق.

Wednesday, June 20, 2007

عن الوحدة والغربة


أجلس لساعات مع الصمت والظلام دون أن يعلم بي أحد،
حالتي لاتطاق واشعر بوحدتي تشاركني، تراودني الافكار السوداء ويغمرني ليل لا أخر له، وفأشعر برجفة في كل جسمي ..فأطل بناظري عبر نافذتي لأجد الظلام الدامس والشوارع الجحيم والأرصفة الخاليه
.. ..وأجدك أنت صورة على الرصيف ..تنظر الى نافذتي .. تبتسم ..فأبتسم
..لذلك أشعر بتلك الرجفة، فأصحو من غفلتي وفي عيني أثار دمعه ..
..أه لو كانت لدي فرصة لألتقيك ..لأعرف السر الذي في مقلتيك ..
كم أحب أحلامي ..
.أنا أحلم بان أحب جميع البشر ..
.وأحلم بأن أولد من جديد وأحلم بأن أستطيع تغيير العالم
...وأحلم بأن أكون ...معك .
كلمات أعجبتنى لأديبة لا أعرف إسمها

Monday, June 18, 2007

ما أشبه الليلة بالبارحة


إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية. حر و عبد، نبيل و عامي، معلم و صانع، و بكلمة ظالمون و مظلومون، في تعارض دائم، خاضوا حربا متواصلة، تارة معلنة و طورا مستترة، حربا كانت تنتهي في كل مرة إما بتحول ثوري للمجتمع كله، إما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين
.................................................................................. .
غير أن عصرنا، عصر البرجوازية، يتميز بتبسيطه التناحرات الطبقية. فالمجتمع كله ينقسم أكثر فأكثر إلى معسكرين كبيرين متعاديين،
إلى طبقتين كبيرتين متجابهتين مباشرة: البرجوازية و البروليتاريا
البرجوازية : ببساطة هى طبقة التجار والمتسلطين المستغلين
والبروليتاريا : هى الطبقات العاملة التى لا تملك سوى عملها وجهدها كمصدر دخل
............................................................................
و البرجوازية حيث ظفرت بالسلطة دمرت كل العلاقات الإقطاعية من كل لون، التي كانت تربط الإنسان بسادته الطبيعيين، و لم تُـبق على أية رابطة بين الإنسان و الإنسان سوى رابطة المصلحة البحتة،
و الإلزام القاسي بـ "الدفع نقدا". و أغرقت الرعشة القدسية للورع الديني، و الحماسة الفروسية، و عاطفة البرجوازية الصغيرة، في أغراضها الأنانية المجرَّدة من العاطفة، و حولت الكرامة الشخصية إلى قيمة تبادلية، و أحلّت حرية التجارة الغاشمة وحدها، محل الحريات المُـثـبَتة و المكتسبَة التي لا تحصى. و بكلمة أحلّت استغلالا مباحا وقحا مباشرا و شرسا، محل الاستغلال المُغلَّف بأوهام دينية . فالبرجوازية جرّدت كل الفعاليات، التي كان يُنظر إليها حتى ذلك الحين بمنظار الهيبة و الخشوع، من هالتها. فحوّلت الطبيب و رجل القانون ورجل الدين و الشاعر و العالم، إلى أجراء في خدمتها .
..........................................................................
والبرجوازية أخضعت الريف لسيطرة المدينة. و أنشأت مدنا ضخمة، و زادت بدرجة هائلة عدد سكان المدن إزاء سكان الريف، منتزعة بذلك قسما كبيرا من السكان من سذاجة الحياة الريفية، و مثلما أخضعت الريف للمدينة، و البلدان الهمجية و شبه الهمجية للبلدان المتحضرة، أخضعت الشعوب الفلاحية للشعوب البرجوازية، و الشرق للغرب .
............................................................
و البرجوازية تقضي، أكثر فأكثر، على تشتت وسائل الإنتاج و الملكية و السكان. و قد حشرت السكان، و مركزت وسائل الإنتاج، و ركزت الملكية في أيد قليلة. فكانت المركزية السياسية، النتيجة الحتمية لذلك. فإنّ مقاطعات مستقلة، تكاد تكون متّحدة لها مصالح و قوانين و حكومات و جمارك مختلفة، حشرت في أُمة واحدة، ذات حكومة واحدة، و قانون واحد، و مصلحة قومية طبقية واحدة، و سياسة جمركية واحدة .
....................................................................................................................
ما سبق كان مقتطفات من " البيان الشيوعى " ......كتبه كارل ماركس وفريدريك أنجلز
.وما أشبه الليلة بالبارحة
..............................
البيان الشيوعى ..أرى أنه تحليل إقتصادى تاريخى لواقع الحياة التى نعيشها ..ربما لم يكن التحليل الوحيد بهذه الصورة لكنه كان عصرياً وبألفاظ واضحة ...
لو أتخذنا الشيوعية كفلسفة إقتصادية سياسية ..نجد أنها رائعة جداً ....فالصراع بين البشر سنة من سنن الكون .. بدوافع متعددة ..من الحقد والغيرة والطمع وأحيانا من شهوة التسلط والقهر ..وأن وجد مجموعة من الناس أنفسهم فى وضع يًمكنهم من إستغلال الأخرين ..فسيقومون بذلك على الفور ..إلا من رحم الله ...
.................
مكان الدين فى الفلسفة الشيوعية ..
لإن الشيوعية نتاج مجتمع غربى ..كانت نظرتها للدين من خلال تاريخ الدين فى المجتمع الأوروبى ...فخبرة أوروبا مع الدين ليست طيبة ..حيث أستغل الرهبان والقساوسة عبر التاريخ الأوروبى الدين لمصلحتهم الشخصية أقنعوا الناس أن الدنيا ملعونة والحياة الأخرة هى الباقية ..وباعوا لهم الجنة بصكوك الغفران مقابل المال .. فى حين أنهم كانوا يستمتعون بالدنيا لأقصى حد ..وعلى مر التاريخ الأوروبى كانت سلطة الكنيسة مرتبطة إرتباط وثيق بسلطة الحكام الطغاة تعطيهم غطاء دينى لإستغلالهم للشعوب ....فكان نتاج ذلك أن رفضت الحياة الأوروبية الدين كنوع من رفضها للإستغلال ...وفى هذا بيان كافى على مدى آثر السلوك على الفكر ..فعلى الرغم من أن الدين لا يسمح بالإستغلال إلا أن تطبيقه الخطأ ..نفر الشعوب منه ...
هذه نقطة يجب أن تؤخذ فى الإعتبار عندما ندرس الشيوعية ...
........................
كثيرون يتهمون الشيوعين بالكفر..
وأرى أن فى هذا قصر نظر
الشيوعية فلسفة إقتصادية سياسية ..
وجدت نفسها مطالبة أن تفسر الحياة والوجود تتصدى لكل المظاهر المعاصرة
....
لنأخذ من الشيوعية الفكرة ...مواجهة الطغاة والمستغلين فى كل زمان ومكان
وجعل الدين بعيدا عن علاقات السلطة المباشرة ..قد يصلح الدين ليكون مرجعية كلية للحكم لكن المشكلة عندما يتخذه الحكام ستاراً لتمرير إرادتهم الإستغلالية الشريرة .....عندها يكون الإختلاف مع الحكام إختلاف مع الله
......................

Monday, April 09, 2007

الأخر


الأخُر - يسكُنُنى - يُسمِعُنى كلماتٍ تقتُلُنى
كَلماتٍ كالحرية والعدل
كلماتٍ لم ألمسها من قبل
.............................
يبكى الأخرُ دوماً بدموع ٍ من نار
ينعى أقداراً لا تُلقى بالاً للأقدار
...............................
يسرى دمعُ الأخرفيِ
حتى صار الدمُ القانىِ بشرايينى وردى
...................................
يبغى الأخرُ أن ينطلق من التابوت
يتجولُ فى أرجاء الملكوت
أخبرنى : أن لن تحيا إلا لو تعرفُ كيف تموت
..................
أقتلُ نفسى ... فيهللُ فرحاً
أنطلقُ الأن إلى الأبدية .. نحو الحرية .. نحو الله
مذبوحاً كالطير أغنى ...فالموت حياة.

Friday, April 06, 2007

رجاء


إلهى..... لعقلى لا تدعنى
فدربُ العقلِ يُودى للجنون
وهب لى منك نوراً فى دروبى
يُنير لي َ الحياةَ ...ومن أكون!!
أنا طينٌ ....ومنك مُنحتُ روحى ..
.ولى دينٌ أعيشُ بهَ سجين
فكيف أعيشُ دهراً فى قيودى .
..وغيرى فى النعيم بغير دين

Sunday, March 25, 2007

إبحار


قَُلت : تعالى نُبحر
قالت : نُبحر للماضى ؟
جاوبت : ضياعٌ للعمر
أبحرتُ كثيراً ..حتى عدت وحيداً
مصحوباً بدموع ...وتجاربَ لا تغنى أو تُسمن من جوع
............................
قًلت : تعالى نًبحر
قالت : نًبحر للغد؟
جاوبت : حاولت كثيراً
كان الريحً عنيداً ..وانكسر المجداف
تحطمَ كل الحلم ...صرتً الحلم ..أخاف
..................................
قُلت : تعالى نُبحر فى اللحظة
نستكشف أسرار الذات ..نستنزف كل الغايات
نحن الأحياءُ الأموات ..ليس لنا من دنيانا
إلا لحظات
...........................

Wednesday, March 14, 2007

الحزن


يا صاحبى انى حزين
طلع الصباح فما ابتسمت ولم يُنر وجهى الصباح
وخرجت من جوف المدينه اطلب الرزق المتاح
وغمست فى ماء القناعة خبز ايامى الكفاف
ورجعت بعد الظهر فى جيبى قروش
فشربت شايا فى الطريق
ورتقت نعلى
ولعبت بالنرد الموزع بين كفى والصديق
قل ساعه أو ساعتين
قل عشرة أو عشرتين
وضحكت من أسطورة حمقاء رددها الصديق ودموع شحاذ صفيق
وأتى المساء.....فى غرفتى دلف المساء
والحزن يولد فى المساءلأنه حزن ضرير
حزن طويل كالطريق من الجحيم إلى الجحيم
حزن صموت
والصمت لايعنى الرضاء بأن أمنية تموت
و بأن أياما تفوت
وبأن مرفقنا وهن
وبأن ريحا من عفن
مس الحياة
فأصبحت وجميع ما فيها مقيت
من قصيدة الحزن
صلاح عبد الصبور

أقدار


كنت أود لو أنى لم أُخلق ..لم أخُنق
لم تأخذنى الدوامات
لم ترمينى الريح ..بيوم ٍ عاصف ..لصفوف الأحياء الأموات
كنت أود...ولكن ...أقدار ...

Sunday, February 18, 2007

بأسهم بينهم شديد




من الضفة الغربية للخليج الذى كان عربياً أكتب لكم
من مدينة " الخبر " بالمنطقة الشرقية بالملكة العربية السعودية

إنطباعات أولى غير مرتبة

بالحق أقول لكم : أفتقد مصر جداً وأفتقد أهلى جدأ وأفتقدكم جدأ
وحشتونى
ليس من رأى كمن سمع أو قرأ


الصورة هنا مختلفة عما كنت أعتقده ويعتقده الكثيرون منكم " الخبر " مدينة ظاهرها الجمال وباطنها لم أخبره بعد ....تخطيطها يقترب كثيراً من " الأسكندرية " مع الفارق !!!....تخطيط شبكى شوارع موازية للخليج وشوارع متعامدة عليه من السهل الحركة فيها رغم أنه لا أحد هنا يسير على الأقدام إلا من أراد الله له ذلك فقراً أو تسكعاً وترفيهاً وهذا ليس كثيراً هنا إلا أيام العطلات الخميس والجمعة

لم أر ما سمعت عنه من غلاظة هيئة " الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر " وإجبارها الناس فى الشوارع على إغلاق المتاجر والمحلات عند وقت الصلاة ...ربما حقاً يكون القانون هنا كذلك...... ففعلاً عند حلول موعد الصلوات تٌغلق المتاجر والمطاعم ويذهب الناس للصلاة وهذا ليس شيئأ سيئأ كما قد يعتقد البعض فقد يكون هذاً ترويحاً عن النفس من ضغط العمل وتذكيرأ دائماً أن هذا العمل ليس شيئأ هاماً جداً فى الحياة بل هو وسيلة لكسب العيش وإعمار الدنيا ليس الغاية منها .......ربما يكسبنى هذا عادة المحافظة على الصلوات فى اوقاتها ....!!ربما

ينتشر الأجانب غير السعوديين هنا بكثرة عرباً كانوا أو غير عرب.. أسيويين أو أوروبيون أو أمريكان على مختلف المستويات والأصعدة من الأطباء والمهندسين ومديرى الشركات والمحاسيبن ومندوبى المبيعات إلى السائقين وعمال البناء وعمال المطاعم..وغير ذلك
على الرغم من سياسة السعودة التى تنتهجها المؤسسة الحاكمة هنا
..................................................
.الجو هنا كان جميلاً الفترة الماضية منذ وصولى ( 21 ديسمبر 2006 ) وحتى الأن كان ممطرا قليلا ولكن يبدوا أنهم لم يعتادوا المطر ....ولكن منذ عدة أيام بدأت الحرارة فى الإرتفاع.. يقولون أننا الأن فى أجمل أوقات السنة ..والصيف قادم حيث الحرارة الشديدة والرطوبة المرتفعة ..والهواء الساكن ...ربنا يُعنا على أن نتحمل

التعامل هنا مع غير المصريين وغير العرب عموماً أفضل من التعامل مع المصريين والعرب ..حيث ينقل المصريين والعرب ..إلا من رحم الله ..وهم قليل .. معهم مشاكلهم وأسلوب عملهم فى بلادهم ....حيث المكائد والدسائس ... وضرب الأسافين ...والتقرب لصاحب العمل ..وهذا يضر أناس كثيرين
ويبدوا أنى أحد هؤلاء

يظهر هنا فى هذا الجو ...الإيمان الحقيقى أن من يملك الرزق هو الله ...لا أحد سواه ..... كثيرون يعتقدون ممارسةًً ..أن الرزق بيد البشر ..لا بيد الله ...فيحافظون على إستمراره بشتى الوسائل وبمختلف الطرق ....قد يضحون بأى شئ وأى مبدأ وأى قيمة وأى شخص بالتأكيد ...من أجل إستمرارهم فى العمل

الغربة تَخرج أسوأ ما فى البشر
.... وسبحان الله

من الأشياء الملحوظة هنا أن الجميع يصلى ...ما عادت الصلاة دليلاً على التقوى والإيمان ...يظهر هنا جوهر الإيمان الحقيقى ...المعاملة ....لا تحكموا على الأخرين بالمظهر ....حقاً " الدين المعاملة " صدق الرسول عليه الصلاة والسلام

كل من أقابلهم هنا يعيش هنا منذ مدة طويلة ..( 20 ) سنة ..و ( 15 ) سنة ومثل ذلك ...وعندما أتكلم معهم فى هذا يقولون
ولماذا نرجع لمصر ...؟ ماذا نعمل فيها .....؟؟
ولا أستطيع ردا
.............................................
سيبكم من كل ده ...إليكم أهم موضوع ...المأسأة الحقيقية
...
الستات منقبات
............
..ده حقهم طبعاً ...وربنا يصلح حالهم
لكن إحنا حقنا فين .....؟
... لكم أن تتخيلوا أن تعيش فى عالم كله رجال فى رجال
مع بعض نسمات الربيع التى تمر نادرة ....عندما ترى كل يومين أو ثلاثة ...وجهاً أنثوياً ..يذكرك أن هناك جنساً آخر ..أسمه المرآةً
الله يرحم المنصورة وبنات المنصورة... بجد ..وحشتونى
برغم كل شئ
...
لمصر من قلبى سلاماً وقبل للنيل والنخيل