Tuesday, October 31, 2006

كيف .. وهم لا يُفتنون؟


مشكلتى الأهم كمسلم معاصر أعيش فى بداية القرن الحادى والعشرين هى مشكلة قديمة جديدة
ولكنى أعتقد ان قد زادت حدتها فى زماننا هذا ألا وهى
التمسك بتعاليم الدين
فتعاليم الدين الإسلامى قدر الله لها البقاء كما هى لأنها تتفق مع الفطرة السليمة
فأى إنسان منا لو أراد فى موقف ما أن يتصرف كمسلم بما يوافق دينه ما عليه إلا أن يكون صادقاً مع نفسه
ويعود إلى وعيه الخاص وفطرته الأصليه التى غطتها مظاهر الحياة ومؤثراتها وينظر فيها
فستدله على التصرف السليم ..
....المشكلة أن هذا التصرف السليم يكون صعباً جداً ..
فمثلاً
كلنا يدرك مدى صعوبة الحصول على فرصة عمل فى مصر الأن لأسباب كثيرة
- نذكرها فى موضع أخر -
فماذا يكون الوضع لو أُتيحت لأحدنا أن يحصل على فرصة عمل ولكن بأسلوب ما ..
أن يدفع مبلغ من المال أو أن يستفيد من واسطة أو قرابة أو يقدم بيانات عن نفسه ويدعى قدرات ليست فيه
ليستوفى الشروط المؤهلة للوظيفة ؟؟

الدين يأمرنا أن نكون صادقين فلا ندعى ما ليس لنا ويمنعنا من الرشوة والواسطة وغير ذلك ..
وبالتالى يكون الحال ألا نحصل على عمل
لأن المناخ العام فى مصر فاسد فلا تستطيع أن تحصل على وظيفة حتى ولو كنت مؤهل لها
لأن المحسوبية والفساد هو المسيطر
والتوريث هو السمة الغالبة فى الأعمال والوظائف الحكومية والخاصة.
بدْا من صاحب دكان الحلاقة الذى يعلم إبنه مهنته ليكون حلاقاً
إنتهاءاً برئيس الجمهورية الذى يريد أن يسلم إبنه مقاليد السلطة فى مصر
مروراً بالمدرس الجامعى الذى يسعى لتأمين درجات تفوق لإبنه خلال الدراسة الجامعية
لكى يؤمن له مكاناً فى كادر أعضاء هيئة التدريس
,
يكفى أن تنظر لأوائل كليات الطب فستجدهم أبناء أعضاء هيئة التدريس والأمثلة فى هذا الباب كثيرة

المقصود هنا أن الإلتزام بصحيح الدين لا يسبب لك صعوبات فى طريق الحياة فقط بل يمنعك من مواصلتها تماما
ً
يقول البعض أن هذا قدر المسلم الملتزم ولا يفوتنا هنا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام-

" يأتى زمان على أمتى القابض فيه على دينه كالقابض فيه على الجمر " ..
والقرأن الكريم أيضا به هذا المعنى فى مواضع كثيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
الم
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
أول سورة العنكبوتا

أحد أهم أسباب حدة هذه المشكلة وهى – صعوبة الإلتزام بالدين مع المُضى قدماً فى الحياة
هو عدم وجود الرفقة الصالحة التى تعين على تحمل البلاء ..الصبر والإلتزام ،
حيث أننا نجد معظم الناس فى هذه الأيام لا يلقى بالاً للدين
ويتعامل فى حياته وشئونه وعمله بمنطق المصلحة والمنفعة والمكسب بأى وسيلة كانت
كذباً أو خداعاً أو نصباً
ويبحث عن رغبته وشهوته دون التقيد بالدين
الذى أعتقد أنه هو الكابح الوحيد لجماح النفس البشرية
لا الأخلاق ولا الأعراف والتقاليد
لأن هذه الأعراف والتقاليد قد تتغير وتتبدل بفعل الامكنة والأزمنة لكن الدين باقى وواحد
ونصوصه واحدة كانت قديماً وتوجد حالياً وستظل إلى أن يشاء الله
,
وللأسف تجد المتدينين أو الذين يبدون متدينين على المستوى الشكلى لكنهم لا يصلون لجوهر الدين -
تجدهم يهملون فى أعمالهم وغير ناجحين فيها وكأن – أن تكون مع الله _ كما فى قول العامة
.. أن تكون بعيداً عن معترك الحياة ..
قد يكون هذا لأن معترك الحياة يضيق بمثاليات الدين ولا يتوافق معها ؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا فى حيرة شديدة

Tuesday, October 17, 2006

رجل من غمار الموالى


السلام عليكم جميعاً
ها أنا أخطو إلى عالم المدونات ؛ قد تأخرت ..لكن أن تأتى متأخراً خيرا من أن لا تأتى على الإطلاق..اسمى عصام مصرى مسلم ليبرالى .. مهندس معمارى أحاول أن أكون متديناً مهتم بالحياة
أحمل لحياتى الماضية كثير من عدم الرضا ولا أتوقع خيراً من المستقبل
أتعايش مع الأقدار السيئة مرغماً لا عن رضا لكن عن إدراك أن لا جدوى من الرفض حين لا تملك تغيير الواقع
أتمنى أن تعبر هذه المدونة عنى وأن لا تصل إليها أيدى الأخ الأكبر
لا أجد تعريفاً عن نفسى أفضل من الشعر تفسيراً لما أخترته أن يكون اسمى
رجل من غمار الموالى
وهو من شعر ( صلاح عبد الصبور ) على لسان الحلاج المتصوف فى مسرحيته ( مسأة الحلاج ) قال
رجل من غمار الموالي


أنا رجل من غمار الموالي ، فقير الأرومة و المنبت
فلا حسبي ينتمي للسماء ، و لا رفعتني لها ثروتي
ولدت كآلاف من يولدون ، بآلاف أيام هذا الوجود
لأن فقيراً ـ بذات مساء ـ سعي نحو حضن فقيرة
و أطفأ فيه مرارة أيامه القاسية
نموت كآلاف من يكبرون ، حين يقاتون خبز الشموس
و يسقون ماء المطر
و تلقاهم صبية يافعين حزاني علي الطرقات الحزينة
فتعجب كيف نموا و استطالوا ، و شبت خطاهم
و هذي الحياة ضنينه
تسكعت في طرقات الحياة ، دخلت سراديبها الموحشات
حجبت بكفي لهيب الظهيرة في الفلوات
و أشعلت عيني ، دليلي ، أنيسي في الظلمات
و ذوبت عقلي ، و زيت المصابيح ، شمس النهار علي صفحات الكتب
لهثت وراء العلوم سنين ، ككلب يشم روائح صيد
فيتبعها ، ثم يحتال حتي ينال سبيلا إليها ، فيركض
ينقض
فلم يسعد العلم قلبي ، بل زادني حيرة راجفة
بكيت لها و ارتجفت
و أحسست أني ضئيل كقطرة طل
كحبة رمل
و منكسر تعس ، خائف مرتعد
فعلمي ما قادني للمعرفة
و هبني عرفت تضاريس هذا الوجود
مدائنه و قراه
ووديانه و ذراه
و تاريخ أملاكه الأقدمين
و آثار أملاكه المحدثين
فكيف بعرفان سر الوجود ، و مقصدي مبتدأ أمره ، منتهاه
لكي يرفع الخوف عني ، خوف المنون ، و خوف الحياة ، و خوف القدر
لكي أطمئن
سألت الشيوخ ، فقيل
تقرب إلي الله ، صل ليرفع عنك الضلال ..صل لتسعد
و كنت نسيت الصلاة ، فصليت لله رب المنون
و رب الحياة و القدر
و كان هواء المخافة يصفر في أعظمي و يئز
كريح الفلا ... و أنا ساجد راكع أتعبد
فأدركت أني أعبد خوفي ، لا الله
كنت به مشركا لا موحدا
و كان إلهي خوفي
و صليت أطمع في جنته
ليختال في مقلتي خيال القصور ذوات القباب
و أسمع وسوسة الحلي ، همس حرير الثياب
أني أبيع صلاتي إلي الله
فلو أتقنت صنعة الصلوات لزاد الثمن
و كنت به مشركا ، لا موحدا
و كان إلهي الطمع
و حير قلبي سؤال
تري قدر الشرك للكائنات
و إلا ، فكيف اصلي له وحده
و أخلي فؤادي مما عداه
لكي أنزع الخوف عن خاطري
لكي أطمئن
.........
مأساة الحلاج ـ صلاح عبد الصبور