Friday, February 20, 2009

كفانى يا غُلب


أحد أهم المشاكل التى تواجهنا نحن كعرب ومسلمين . سوء تقدير الأمور والإنشغال بموضوعات فرعية ..عن القضايا الكبرى
..فمثلاً نحن فى مصر ..نشغل أنفسنا ...بالهوية المصرية ...هل نحن مصريين ...فراعنة ..أم عرب ..
مسلمين أم أقباط ...أننتمى ..للمجتمع العربى أم للمجتمع الأفريقى ..أنتقارب مع أوروبا ..أم مع دول عدم الإنحياز ..
.وتلك القضية تجرنا لمواقف أصعب ...منها مع اختلاف الوضع ..موقفنا من الأحداث المحيطة بنا ..
هل نساند غزة ضد العدوان الإسرائيلى أم ننأى بأنفسنا عن ذلك الصراع؟
هل نُسهم بدور فاعل فى المجتمع الأفريقى ..أم نتجه نحو الغرب ؟
هل نقوى علاقتنا بروسيا أم لا ..نتحالف مع أميركا ؟
..........
جدير بالذكر أنه فى زمن الجهاد الأفغانى ضد الروس ..وقع المجاهدون العرب الذين سُموا فيما بعد بالأفغان العرب مشكلة رأوا أنها كبيرة ..
حيث وجدوا بعد الإختلافات العقدية عند الأفغان ..فمثلاً الأفغان يُعلقون التمائم ...وهذا فى عقيدة أهل السنة والجماعة توسل بغير الله ..وفيه شبهة شرك
فكادوا يتوقفوا عن الجهاد معهم ...
..........
مثل تلك الأمور التى نتوقف عندها ..تكرس الخلاف بيننا وننشغل بها عن الأخطار التى تواجهنا وتكاد تُدمرنا
ولا نُلقى بالاً ..لمن يتربصون بنا
نكاد لا نستطيع تكوين رأى عام موحد فى مسال تكاد أن تكون مُسلمات
فمثلاً كثير من أصدقائى ويعبرون عن قطيع عريض من الشعب المصرى ...راضيين عن أوضاعهم وأوضاع مصر الحالية ..بدعوى أننا فى ظل هذا النظام ..توقفنا عن الحروب ...التى انغمسنا فيها بدلاً عن العرب ولم نجن منها برأيهم إلا الفقر ..ولم نحظى حتى بحسن التقدير
..........
وقطاع كبير جداً أيضاً من الشعب المصرى ..على الرغم من فقره وسوء ظروفه الإقتصادية والمعيشية
لا يطلب الديمقراطية وحرية الإنتخابات ..وأشياء من ذلك القبيل
بدعوى أن تلك الديمقراطية والإنتخابات الحرة قد تأتى بالإخوان المسلمين لُسدة الحُكم
وفى ذلك تهديد لنظام حياة اعتادوه
..............
لا نتفق حتى على أبسط الأشياء
.....
صار كلٌ منا لا يفكر حتى من واقع مصلحته الخاصة
أشعر أحياناً اننا ما عدنا ندرى ما هى مصالحنا
.........
لا نُدرك أن أعدائنا لا يفرقون بيننا هل نحن مسلمين أم مسيحين ..هل لون بشرتنا أبيض أم أسمر ..هل نحن عرباً أم كُردا ..سنةً أم شيعة ..
للأسف كثيرون منا وقعوا فى فخ الإنقسامات بعدم الوعى
...
أنظمة الحكم الفاسدة تُكرس تلك الخلافات وتدفع بتلك الأفكار للظهور ..لكى ننشغل بها عن الإصلاح الحقيقى للمجتمعات
........
لاحظت للأسف ..فى كثير من المدونات ..إنشغال بأفكار من ذلك النوع عن الواقع المر الذى نعيشه
..........
كفانا غلبا ..فلا تزيدوه ..بالله عليكم