Friday, September 14, 2007

أفراح الروح



كيف نضاعف حياتنا

عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود
أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة لا وهماً
فتصور الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا . فليست الحياة بِعَدِّ السنين ، ولكنها بعدادِ المشاعر ، وما يسميه " الواقعيون " في هذه الحالة " وهماً " ! هو في " الواقع " حقيقة " ، أصحّ من كل حقائقهم !
لأن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة .
جَرِّدْ أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي
ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته ، فقد عاش حياة مضاعفة
فعلاً يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
..................

حين نعتزل الناس ، لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً ، أو أطيب منهم قلباً ، أو أرحب منهم نفساً ، أو أذكى منهم عقلاً ، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً … لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل ، وأقلها مؤونة

إن العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس ، مُشْبَعين بروح السماحة ، والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم ، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ، ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع ! .إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ، ومثلنا السامية ، أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم ، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقاً .. إن التوفيق بين هذه المتناقضات ، وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد هو العظمة الحقيقية
.............

عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ، نحس أنه لا يعيبنا أن نطلب مساعدة الآخرين لنا ، حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة ! ولا يغض من قيمتنا أن تكون معونة الآخرين لنا قد ساعدتنا على الوصول إلى ما نحن فيه
إننا نحاول أن نصنع كل شيء بأنفسنا ، ونستنكف أن نطلب عون الآخرين لنا ، أو أن نضمّ جهدهم إلى جهودنا ، كما نستشعر الغضاضة في أن يعرف الناس أنه كان لذلك العون أثر في صعودنا إلى القمة ؛
إننا نصنع هذا كله حين لا تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة ، أي عندما نكون بالفعل ضعفاء في ناحية من النواحي ..
أما حين نكون أقوياء حقاً فلن نستشعر من هذا كله شيئاً .. إن الطفل هو الذي يحاول أن يبعد يدك التي تسنده وهو يتكفأ في المسير
عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ، سنستقبل عون الآخرين لنا بروح الشكر والفرح
الشكر لما يقدَّمُ لنا من عون .. والفرح بأن هناك من يؤمن بما نؤمن به نحن
فيشاركنا الجهد والتبعة ... إن الفرح بالتجاوب الشعوري هو الفرح المقدس الطليق ....................
ما سبق كان مقتطفات من كتابات المفكر الإسلامى الشهيد " سيد قطب " رحمه الله

Wednesday, September 05, 2007

تخاريف ما قبل الصيام


" كن جريئاً فى إعمال عقلك " ...
ولكن هل العقل يستطيع وحده أن يفتح لنا مغاليق الوجود وأسراره
أم نحن بحاجة للكمال الإلاهى لنعلم ما لم نحط به علماً
هل حقاً ..من جد وجد ..ومن زرع حصد ...ومن سار على الدرب وصل ...
أم تغيرت طبائع الأشياء ...
وصرنا نعيش فوضى ......ليست خلاقة يالطبع
...................................................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم " ولقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم " ...صدق الله العظيم
لكن ...لم أشعر دوماً أن الخلق ناقص ؟
قصور فى الفهم.. أم أن الإنسان فى سبيله للكمال الذى لا يتم إلا بنهاية الكون
.. هل لأن الكون مازال فى مرحلة الخلق ..لم يكتمل خلقه بعد ؟ ..وسيتم خلقه ..بنهايته ؟....فإن كان الله خلق الكون فى ستة أيام ....والكون مازال يتجدد كل لحظة فهو فى مرحلة الخلق ..فاليوم عند ربك ..بألف سنة مما تعدون ..فقد يكتمل الخلق فى ستة ألاف عام..
هل إكتمل الخلق .....ما عمر الكون ؟ ..
أم أننا بطبعنا مخلوقات ناقصة لن نستطيع فهم هذا العالم ..فلله فى خلقه شئون ...كل يوم هو فى شأن ..يرفع أقواماً ويخفض أخرين ...ينعم على شعوب ..ويبلى شعوب بالمصائب والكوارث ...قد لا نستطيع فهم حكمته ..ولا معرفة مراده
هل لا جدوى من أن تشغل عقلك بما لا طاقة لك به ؟
هل نحن نطلب المحال ...
...........................................................................
صراع دائم يجتاحنى ..بين الروح والطين
بين الصورة المثالية المتسامية التى تنظر للكون من عل . ..وبين الطبيعة الأرضية الجشعة التى لا تتفهم ألا ما تتلمسه ولا تُقدر ألا ما ترغبه
...........................................................................................................
الرضا بما يريد القضا
.........................
هل ما نعيشه اليوم ..ما يريده القضا ..
.............................................................................
يا رب..
هل لا تكون راحة أبدا
أو خٌلقتا فى كبد ..دائم ؟