Thursday, March 05, 2009

عيشة الكلاب


أتى فى خاطرى منذ زمن ...جواب لسؤال كثيراً ما كان يتردد
لماذا ظهر الإسلام فى بلاد العرب وبين العرب ؟.. ولماذا انتشر فى فى دول أسيا وأفريقيا ...ولم ينتشر فى أوروبا ..وما تبعها من دول سيطر عليها الأوربيون كأميركا واستراليا ؟
...........
كانت الإجابة الكلاسكية التى نسمعها ونقرأها فى المحيط الثقافى العربى ..أن الله أصطفى العرب وجعل النبوة فيهم على خلاف العادة - حيث كان كل الأنبياء السابقون عليهم الصلاة والسلام على بعثة الرسول -محمد - صلى الله عليه وسلم - من بنى إسرائيل من ابناء اسحاق عليه السلام
إلا أن محمد عليه الصلاة والسلام - من بنى اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام
ذلك .أن الله لعلمه ما فى نفوس العرب من مكارم الأخلاق على الرغم من ظاهر فسادهم فى جاهلية ما قبل الإسلام ..إلا انهم مقارنة بالبشر فى زمن النبوة ..فى حدود 610 ميلادى ...كانوا أفضل أهل الأرض
فكانوا شجعاناً كراماً ينصرون المظلوم ..فيهم المرؤوة والنخوة وكثير من مكارم الأخلاق على الرغم من انتشار الشرك وعبادة الأصنام وكثير من المُوبقات كشرب الخمر والزنا .. والحروب المتكررة بينهم والسلب والنهب ..وغير ذلك
..
.....
.............
لكنى ...أختلف مع هذا الرأى ..
.فأرى ان الله اختار العرب ليُنزل فيهم الإسلام ..لعلمه أنهم أحقر أهل الأرض ..
ذلك أن الله أراد أن يثبت لعباده جميعاً ..فى كل زمان ومكان أن دينه بمفرده ..يستطيع أن يكون مرجعية كاملة للحياة وسبب قيام حضارة كاملة ..بدون أى مقومات أخرى ....فالناظر فى مُقومات قيام الحضارات و نشؤها ...يلحظ ..عوامل جغرافية وعوامل زمانية مواتية ..فمثلاً الحضارات القديمة جميعها قامت إما على الزراعة والإستقرار بجوار الأنهار كالحضارات المصرية والعراقية القديمة ..أو على التجارة كالحضارات البحرية ..الرومانية الإيطالية واليونانية واللبنانية الفينيقية القديمة ...وحضارات الشرق القديم كالحضارة الصينية وغير ذلك ....كانت هناك عوامل مكانية وتراكم خبرات لشعوب متعاقبة كى تظهر تلك الحضارات للوجود ....لكن سكان شبه الجزيرة العربية ...فى معظمهم ..لم يُعرف لهم حضارة بل لم يُعرف لهم دولة ...او شكل تجمع جغرافى واحد ....إلا فى أطراف شبه الجزيرة فى اليمن جنوباً والشرق على مشارف الخليج ...والشمال ..لسيطرة الرومان على هذه الأماكن....
..........
.....
كان العرب قبل ظهور الإسلام ..همجاً ..لا وزن لهم ..يعيشون يومهم لا يدُركون لحياتهم قيمة ..غلاظ أجلاف ......يدارون تخلفهم بتطرفهم فى صفات يُعلون بها بالباطل من شأن أنفسهم.. فيتطرفون بالكرم حتى يصل بهم ذلك للسفه ..حتى أن بعضهم كان يفتح داره لإطعام كل عابرى السبيل ..وكان مصدر دخله ..أنه قواد ... يُكره جواريه على البغاء ...ويتطرفون فى الشجاعة حتى يصل بهم ذلك لإهلاك النفس وغير ذلك ..
......
حتى جاء الإسلام ......ففى فترة قصيرة جداً..لا تتعدى عشرة أعوام بعد وفاة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان الإسلام دولة ذات حضارة عظيمة تُرفرف عليها قيم الحق والخير والعدل ...
.دعكم من شبهات أن الإسلام انتشر بحد السيف ...- تللك شبهة باطلة
فالسيف فى الإسلام كان لهدم الموانع التى تمنع الإنسان من حرية اختيار دينه
فالإسلام لم يطلب من سكان البلاد التى فتحها شئ
لم يُجبرهم على اعتناقه كدين ..بل منحهم الحرية لإختيار دينهم
...............
بل اذكروا وجه الإسلام الحقيقى
..
ومنه أن رجلاً من أهل مصر جاء لعمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك فقال عمر رضي الله عنه لقد عذت بمجير فما شأنك فقال سابقت بفرسي ابناً لعمرو بن العاص وهو يومئذ أميرٌ على مصر فجعل يقنعني بسوطه ويقول أنا ابن الأكرمين فبلغ ذلك عمرا أباه فخشي أن آتيك فحبسني في السجن فانفلت منه فهذا الحين أتيتك فكتب عمرو بن العاص إذا أتاك كتابي هذا فاشهد الموسم أنت وولدك فلان وقال للمصري أقم حتى يأتيك فأقام حتى قدم عمرو وشهد موسم الحج فلما قضى عمر الحج وهو قاعد مع الناس وعمرو بن العاص وابنه إلى جانبه قام المصري فرمي إليه عمر رضي الله عنه بالدرة قال أنس رضي الله عنه فلقد ضربة ونحن نشتهي أن يضربه فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه وعمر يقول اضرب ابن الأكرمين قال يا أمير المؤمنين قد استوفيت واشتفيت قال ضعها على ضلع عمرو فقال يا أمير المؤمنين لقد ضربت الذي ضربني قال أما والله لو فعلت ما منعك أحد حتى تكون أنت الذي تنزع ثم أقبل على عمرو بن العاص وقال يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أُمهاتهم أحرارا
....
تلك اعظم قيم الإسلام ..الحرية والعدل
..
الشاهد فى هذا أننا كعرباً وشعوب أسيويوين وإفريقين ..أكاد أجزم اننا لا نملك فى نفوسنا مقومات التحضر
فمثلاً ..الناظر فى تاريخ أوروبا .. المُعاصر ...يجد وعى شعبى عام موحد بالمسلمات البسيطة أن البشر كلهم سواسية لا فضل لأحد على احد ...يجد نفوس حرة أبية لا تقبل الظلم ولا القهر ...فالثورة الفرنسية مثلاً ثورة قامت ثورة شعبية ساحقة ...سحقت الطبقات المُستغلة ..ثورة ضحى من قاموا بها ..بأرواحهم فى سبيل قيم الحرية والإخاء والمساواة ..
.....
مثلاً ..صورة المغامر ...دوماً ما كانت تاخذ بألبابنا ...صورة المغامر الأمريكى ..رعاة البقر ..هؤلاء القوم الذين يقتحمون أرضاً غريبة عليهم ..يحلمون بالمجد والثروة ..لا يهابون الموت فى سبيل الحياة الكريمة
...................
هذا النمط من التفكير ..ومن أسلوب الحياة ..نمط لا يوجد فى محيطنا العربى او بالأحرى الأفرأسيوى
........
دوماً نحتاج لقوى غيبيبة ..تدفعنا للدفاع عن حقنا فى الحياة الكريمة
وقد لاحظ هذا الصحابى الجليل أبى ذرالغفارى رضى الله عنه فيُنسب له انه قال
..
عجبت لمن لا يجد قوت يومه ثم لايخرج شاهراً سيفه
..
....
...
وفى هذا حديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام
إذ قال
...
يوشك أن تتداعى عليكم الأمم. كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: لا. بل أنتم يومئذٍكثير. ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم. وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله: قال: حب الدنيا وكراهية الموت!!رواه أبو داود برقم 4297 وأحمد برقم 21363 وصححه الألبانى
...
الخلاصة أننا صرنا نود أن نعيش بأى شكل
نعيش عيشة الكلاب واسمنا عايشين
...............
........
يبدو اننا كنمط من البشر لا نملك فى طباعنا الأصيلة صفة الكرامة ...وحب النفس والدفاع عنها ..نحتاج دوماً لدافع أخر ..ليدفعنا للتحرك ولما كان أى دافع غير دافع الدين لا وزن له مؤثر
صار الدين والإسلام فى الأساس هو المحرك الوحيد لقيام الحضارة فى بلادنا العربية والإسلامية عموماً
ولما غيبنا الدين ...غابت عنا شمس العزة والكرامة
حيث أننا أصلا كما أسلفت ..لانملك بذواتنا صفات الكرامة ..
........
....
وكما قال القائل
أين المرؤة لو يغيب الدين
الجواب واضح
...

1 comment:

Anonymous said...

السلام عليكم ورحمته وبركاته

المهينه وكيف نتخلص من هذه العيشه
يجب ألا نيأس ونستمر فى الحلم ونحاول التأثير فى المحيطين بنا
أعلم أخى أن الأحباطات كثيره وهزائمنا متعدده
لكنى أرى أن الهزيمه الحقيقيه
هى أن تهزم نفوسناو التسليم والخضوع للأمر الواقع والتوقف عن الحلم بغد أفضل

ودمت أخى بخير