Wednesday, March 26, 2008

عن الدين ..أتكلم


وجهة نظر لا أكثر عن تجربة شخصية
وجود الإنسان حقيقة يشعر بها كل حى والموت حقيقة لا يستطيع عاقل نُكرانها - ما بين الميلاد والموت حياة لم نخترها ...حيث وُجودنا فى الحياة جاء على الرغم من إرادتنا وخروجنا منها أيضاً فى كثير من الأحيان
الهاجس الروحى والتفكير فى ما وراء الموجود كان وما زال وسيظل أحد أهم مسارات الفكر الإنسانى .. فكلنا نفكر
من نحن ؟ وكيف خُلقنا ؟ ولماذا ؟ وكيف خُلق هذا الكون ؟ وكيف تسير الأمور فيه ؟ وما المصير ؟ وكيف نعيش ؟
وعبر التاريخ تعددت الإجابات والحلول
اختار البعض أن يعيشوا دون البحث عن إجابات رضوا بحياتهم كما هى حتى يلاقوا مصيرهم المحتوم
أما الآخرون الذين لم يرضوا بذلك اختلفت بهم السبل
قال البعض : الخلق جاء عن طريق مصادفة كونية أنشئت خلية حية تطورت لتنشئ هذا الكون
وقال أخرون : هناك قوى خارقة غير معلومة خلقت هذا الكون
.....
تبع الإنشغال بهذا الإنشغال بجدوى الخلق والهدف من ذلك
هنا ظهر الأنبياء وظهرت الرسالات السماوية
فقط الأنبياء والرُسل هم الذين قدموا صورة مترابطة وإجابات ذات بناء متكامل
قالوا أن هناك خالق اسمه الله خلق الكون ونحن من ضمن مخلوقاته كى نعبده
ونحن مأمورون بتنفيذ شريعته ..أفعل هذا ولا تفعل هذا. وستكون هناك حياة أخرى بعد الموت يُجازى كل فرد بما عمله فى دنياه فإما نعيم لمن أمن بذلك ونفذ التشريعات وإما عذاب لمن تجاهلها
..............................
الأمر وإن كان ليس سهل التصديق ...إلا أنه قد يُقبل لجاذبيته وتقديمه إجابات روحية تملأ الفراغ الروحى وترُضى فى كثير من الأحيان العقل المُفكر ..وأمر الإيمان بالله أمرٌ غيبى لا يستطيع عقل بشرى أن يستدل عليه إلا أن يهديه الله كما فى قصة نبى الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ..والتى حكاها القرآن الكريم فى سورة الأنعام
قال الله تعالى
يسم الله الرحمن الرحيم { وكذلك نُرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكباً، قال هذا ربي، فلما أفل قال لا أحب الآفلين * فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي، فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين * فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر، فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين * وحاجة قومه، قال أتحاجوني في الله وقد هدان، ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي وسع ربي كل شيء علماً، أفلا تتذكرون * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن، إن كنتم تعلمون * الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن، وهم مهتدون * وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء، إن ربك حكيم عليم } (سورة الأنعام:75ـ83) صدق الله العظيم
............
وفى هذا دليل على أن العقل البشرى لا يستطيع بمفرده الوصول لله إلا أن يهديه الله إليه
واستقر البشر فى هذا العالم على أحد ثلاثة أمور
إما ( 1 ) أتباع ديانات سماوية كاليهودية والمسيحية والإسلام
أو ( 2 ) أتباع ديانات غير سماوية ذات تشريعات كالبوذية والكونفوشيسية والهندوسية والديانات الوثنية كعبدة الألهة والشمس والقمر وغير ذلك
وإما ( 3 ) غير دينين أو العقلانين الذين رفضوا الانشعال بوجود قوى مسيطرة مُنطمة غير مرئية
وقد قدم اتباع كل فريق من هؤلاء الفرق عبر تاريخ البشرية أنظمة حياة وحضارات كان لكل منها نجاحات وإخفاقات حتى صار الاقتناع أن تنظيم شئون الحياة والكون أمر لا علاقة له بالجانب الروحى بل هو أمر تنظيمى له علاقة بالتراكمات الحضارية والرُقى الفكرى
..........
وعلى هذا فإذا كان الدين أمر غيبي فإنه أمر لا يُجدى فيه إقناع ولا نقاش ولا حوار ..ففكرة الدين فى الأساس غير سهلة الإقناع وعلى هذا فمن رُزق الإيمان بدين معين فليحمد لله

1 comment:

Anonymous said...

لطالما اصيب العقل بالرهاب والخوف من كل ما هو غيبى
وابتدع كل السبل لتلافيه او الالتفاف حوله

ويبدو انه ابتدع كل الجدليات والالتفافات حول الدين مهما كان اسمه
محاولا تطويعه او ترويضه
رغمان الهدف الأساسى من الأديان هو العكس
الهدف هو ترويض الانسان وكبح جماح نفسه فى الحياة

لكن عقل الانسان لم يقبل بالترويض فى اغلب الاحيان
فاتجه الى ترويع وتطويع الدين ليناسبه

و اعتقد ان دة هو السبب فى اللى بيحصل دلوقتى من حرب خفية او معلنة بين الانسان والعقيدة
وبين اتباع الاديان و بين اتباع ذات الانسان

تحياتى