Thursday, June 05, 2008

الوصية المفقودة


حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال:
لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا من بعده). قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا وكثر اللغط، قال: (قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع). فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه.
[2888، 2997، 4168، 4169، 5345، 6932].

[ش (بكتاب) ما يكتب عليه. (كتابا) فيه بيان لمهمات الأحكام. (غلبه الوجع) أي اشتد عليه الألم، فلا داعي لأن نكلفه ما يشق عليه، والحال أن عندنا كتاب الله. (حسبنا) كافينا. (اللغط) الجلبة والصياح، واصوات مبهمة لا تفهم. (لا ينبغي) لا يليق. (الرزية) المصيبة. (ما حال) وهو اختلافهم ولغطهم].
...................................................................................................
ما سبق كان الحديث النبوى للرسول محمد ( عليه الصلاة والسلام ) رقم ( 114 ) فى صحيح الإمام البخارى .. الكتاب الأشهر والأكثر مصداقية فى الحديث لدى المسلمين السنة وأحد أهم مصادر التشريع الدينى فى الإسلام
ورد هذا الحديث فى أماكن كثيرة فى كتاب صحيح البخارى بروايات متطابقة أو مختلفة بإيجاز أو تفصيل فى بعض المواضع
طالما أرقنى هذا الحديث
الأفكار السطحية التى تتبادر للذهن مباشرة بدون معرفة عميقة بالإسلام وطبيعته .. تدور حول الآتى
الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) مريض فى مرض وفاته .. بالحُمى .. تأخذه لحظات من الغفوة والإفاقة .. وفى إحدى لحظات إفاقته بينما كان جمعٌ من الصحابة ( رضوان الله عليهم ) حضورٌ لديه ........... طلب منهم إحضار لوحُ ليُملى عليهم وصيته الأخيرة جامعةً مانعة كى لا يضل المسلمون بعدها ربما تضع مبادىء فى الدين تعوض غيابه المفاجئ ( عليه الصلاة والسلام ) .... ولكن ( عمر بن الخطاب ) رضى الله عنه وكان من الحضور قال لهم إن ( الرسول عليه الصلاة والسلام ) مريض واشتد المرض عليه فدعونا نتركه ليستريح ويكفينا كتاب الله ولكن يبدو أن بعض الصحابة الأخرين أرادوا أن يُحضِروا لوحاً ويُدونوا ما أراد ( الرسول عليه الصلاة والسلام ) كوصيته للأمة من بعده. فلا يجوز أن يعصوا أمراً ( للرسول عليه الصلاة والسلام ) .. ولم يوافقوا عمر فيما ذهب إليه ... ولكن يبدوا أن البعض الأخرون وافقوا عمر فيما ذهب إليه فاشتد اللغلط والجدال بين الفريقين. فلما رأى (الرسول عليه الصلاة والسلام) ذلك أصابه الضيق وطلب منهم الإنصراف حيث لا يجوز الإختلاف عند الرُسل ...
ويُعلق ( عبدالله بن عباس بن عبد المطلب رضى الله عنه ) راوى الحديث وابن عم ( الرسول عليه الصلاة والسلام ) على ذلك أن هذا الموقف من أفدح وأعظم المصائب التى أصابت الأمة حيث لم يُنفذ أمر (الرسول عليه السلام
كنت عندما أقرأ هذا الحديث فى أيام مراهقتى مترافقاً مع كتابات عن السيرة النبوية الشريفة وأحداث ما بعد وفاة ( الرسول عليه الصلاة والسلام ) .... واجتماع السقيقفة فى المدينة المنورة والنقاش الذى دار بين الأنصار والمهاجرون حول الأحق بالسلطة السياسية وتسيير الأمور فى الدولة الإسلامية الناشئة هل الأنصار أم المهاجرون ... وقدرة ( أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ) على إقناع الأنصار أن الخلافة لا بد أن تكون فى المهاجرين ..... ثم مبايعة عمر لأبو بكر بالخلافة وتبعه فى ذلك باقى الصحابة .... ... ثم استخلاف أبو بكر الصديق حين حضرته الوفاة لعمر بن الخطاب ... ثم ما قام به عمر بن الخطاب حين حضرته الوفاة من جعله أمر الخلافة بين مجموعة من الصحابة يتشاوروا فيما بينهم على من يولونه خليفة .. وانتهى الأمر بين عثمان بن عفان بن أُمية وعلى بن أبى طالب بن عبد المطلب إبن عم الرسول عليه الصلاة والسلام .. ثم أن كان الإختيار لصالح عثمان بن عفان نظراً لكبر سنه .... ثم ما حدث بعد ذلك من فتنة قتل عثمان والبيعة غير الكاملة لعلى بن أبى طالب وعدم مبايعة معاوية بن أبى سفيان بن أمية له .. ورغبته فى الأخذ بثأر عثمان .. وما حدث من أمر موقعتى الجمل وصفين وظهور الخوارج والشيعة ..... ثم مقتل على ... ثم مبايعة الحسن بن على بالخلافة ... ثم تنازله لمعاوية .... ثم موقعة كربلاء واستشهاد الحسين بن على رضى الله عنه ومعظم ابناء على بن أبى طالب إلا صبى صغير به استمر نسل على بن أبى طالب ....ثم الإنشقاق فلى الأمة .. باستقلال عبدالله بن الزبير بحكم بلاد الحجاز وبنى أمية بحكم الشام والعراق ومصر ... ولم يستقر لبنى أمية الأمر إلا بقتل عبدالله بن الزبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفى
كان العرض السابق كما أخبرت عرضاً للأفكار السطحية التى تبادرت لذهنى منذ وقت ليس بالقريب من واقع التاريخ الإسلامى ناتجة ربما عن عدم تعمق فى دراسة الدين أو عما أسمه .. شهوة إعمال العقل ... فيما يجوز ولا يجو ز ......كنت أرى ومازلت ... أن كثير من هذه الأحداث والمصائب الماضية والمعاصرة ...كان من الممكن تلافيها لو كان الصحابة استمعوا لرسول الله عليه الصلاة والسلام واحضروا له كتاباً

تُرى ماذا كان سُيملى الرسول عليه الصلاة والسلام فى وصيته تلك ؟

هل كان سيحدد من يخلفه عليه السلام فى إدارة الدولة بل يتعدى ذلك أن يحدد نظاماً كاملا ثابتاً لإختيار الخليفة يُجنب الأمة الخلاف
وأفكار أُخرى كثيرة وجريئة لا أستطيع ذكرها خوفا من عظم الذنب
لكنها كلها تتحطم على قواعد أساسية قام عليها دين الإسلام السُنة كما ترد فى كُتب عقيدة أهل السنة والجماعة
من أن الصحابة كلهم عُدول ولا يجوز القدح فيهم ويجب علينا السكوت عما شجر بينهم ، هى فتنة عصم الله سيوفنا من الدخول فيها فلا نضر أنفسنا بأن نٌدخل ألستنا فيها .
وعلى الرغم من أن هذا الموقف دعم لظهور أعظم فرقتين أثروا فى الفكر الإسلامى المعاصر .. الخوارج والشيعة ... والشيعة حاضرون جداً الأن .. والخوارج لم ينقرضوا بل مازال لهم حتى الأن تواجد ولو إنه محدود ........
ترددت كثيراً فى نشر هذا المقال لكن أمل أنى حين أُفرغ بعضاً من هواجسى أنعم بقدر ولو يسير من الراحة الذهنية وأجد المساعدة فى الحصول على إجابات ..... وربما لا ....... فليغفر الله لى ... ولكن ... عزائى أننا بشر تصيبنا الهواجس والأفكار وأمرنا الله عز وجل بالتدبر .. فالتفكير فريضة إسلامية ... .. عزائى أنى فكرت وحاولت الحصول على إجابة ولكن عقل المخلوق المحدود أضعف من الإحاطة بكافة الجوانب لهذا الدين العظيم الذى كان وسيظل يقدم لكل منا صورة جديدة فى شخص كل مسلم ... وأكاد أُجزم أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى لغى دور رجال الدين كما كان موجود فى الشرائع والديانات السابقة .... فليس لأحد سلطة إحتكار تفسير النصوص الدينية .... لعلماء الدين تقديرهم واحتراهم لكن لا كهنوت فى الإسلام ....... بل لكل زمان فهمه الخاص ورؤيته النابعة من واقعه ورؤية أفراده خاصة كانوا أو عامة
والله غفور رحيم .........

Monday, June 02, 2008

أرق


أن يجافيك النوم فتأوى للانترنت تتصفح نفس المواقع التى تصفتحها مراراً تؤمل نفسك أن تكون قد حُدِثَت
...... تقرأ نفس القصائد ... تطالع نفس الأخبار....
أن يصيبك الألم بضيق الصدر .
.. تترأى لمُخيلتك أطياف خيالات دول تُزال من على خريطة العالم .
.. مُدن وقرى تُدك رأساً على عقب فى أفغانستان والشيشان ....أشباح نساء يُغتَصبن فى البوسنة ..
...ورجال يٌغتَصبن فى العراق ...وغزة تخرج تشيع موتاها... وجوعى يفتشون فى اكوام الفضلات عن بقايا طعام

أن تتجاهل مأسأتك فى فشلك المتكرر و بحثك المستمرعن وسيلة للخروج من هذا القبر بين أشباح تتظاهر بالحياة


أن تخشى أفكارك بالإنعزال عن هذا العالم ...

تهتف روحك

كيف الخلاص

إلاهى ..لعقلى لا تدعنى .. فدرب العقل يُودى للجنون
وهب لى منك نوراً فى طريقى
يُنير لى الحياة .....ومن أكون ؟
أنا طينٌ ومنك مُنحت روحى ... ولى دينٌ أعيشُ به ِ سجين
فكيفَ أعيش دهراً فى قيودى وغيرى فى النعيم بغير دين ؟