Wednesday, January 27, 2010

عن الخطوط الحمراء التى تصير بمبى مسخسخ



عن الخطوط الحمراء التى تصير أحياناً بمبى مسخسخ

...........

مُفتتح

قال أحدهم قديماً ( إن لم تستطع أن تنتصر على أعدائك فكن مثلهم ) ربما قصد إن فشلت أساليبك فى تحقيق النصر فاستخدم إساليب أعدائك

......

المقال

هؤلاء الذين يظهرون فى كل مكان وكل آن يتحدثون عن القيم والأخلاق والهوية

أشكالهم تتباين بعضهم يرتدى بدلات غربية والنساء منهم يرتدين فساتين سهرة متألقة .. يتكلمون عن الديمقراطية والمجتمع المدنى والخصوصية الثقافية والإستقرار .. يناقشون مشاكل الناس والحراك السياسى والتعديل الدستورى والإنتخابات الرئاسية ومؤتمر الحزب الوطنى وفعاليات لجنة السياسات ويتصدون بكل جدية لمحاولات العبث بالوحدة الوطنية بين الهلال والصليب فحرية العقيدة والحفاظ على الأمن القومى لمصر خط أحمر لا يمكن المساس به

......


بعضهم الآخر دوره مختلف .....يرتدون جلابيب بيضاء ..ويطلقون لحاهم الكثة والنساء منهم محجبات أو منتقبات ويتكلمون فى الدين والسنة والأخلاق والحجاب الشرعى وضرورة التوحد ضد الكفرة اليهود والصليبين .اللهم عليك باليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم ...والشيعة ومن شايعهم .....وينادون بنصرة الدين والتضييق على المسيحين فى الشوارع وإلجائهم لأضيق الطريق وطاعة أولى الأمر واتباع الطريق القويم وإلتزام الجماعة فإلتزام الجماعة وطاعة أولى الأمر خط أحمر لا يجب الحياد عنه لأن من شذ شذ فى النار

................

وبعضهم يتحدث فى الرياضة عن المنتخب الوطنى وضرورة التكاتف والمساندة حيث أن بيبسى هى راعية المشجع المصرى ويجب أن تقف جميعاً صفاً واحداً حكومة وشعباً ومعارضة ومستقلينا ..ضد الجزائر وفريقها القومى البربرى الهمجى .. كفانا تسامحا معهم .. كفانا طبطبة
...هل نسى هؤلاء الهمج الرعاع ماذا فعلنا معهم ومساندتنا لهم فى ثورتهم ..يالهم من ناكرى جميل ..حيث أن كرامة مصر خط أحمر لن نسمح لأى أحد مهما كان ان يتجاوزه وكفانا حرصاً على العروبة والقومية التى ما حرص عليها هؤلاء العرب الأجلاف

............

وبعضهم الأخر تراهم فى المسلسلات والفيديو الكليبات يقدمون لك قصص الحب والغرام والصراع المر فى نفس البطلة بين حبها لعشيقها والتزامها بمؤسسة الزواج الفاشلة وينتصرون دوماً لقيم الحب والجمال وأغانى العشق والغرام ويصورون لك فيللات فخمة وسيارات فارهة وفتيات رائعات الجمال وشباب فى غاية الوسامة والشياكة وسماؤهم دوماً صافية وطرقهم نظيفة ..لا يشوهون المشاهد بأشكال الفقر والرعاع والسوقة فسمعة مصر خط أحمر لا يجب الإساءة إليها

......

هؤلاء السادة يأتون إلينا من كل مكان من الفضائيات ( الحكومية الحكومية والمستقلة الحكومية ) التى تُبث من الأقمار الصناعية التابعة للنظام ومن الصحف التابعة للنظام ومن الناس التابعين للنظام ....و يا له من نظام

.....

نظام مُحاط بالخطوط الحمراء لكنها فجأة تتحول إلى البمبى المسخسخ

.....

فعلى الرغم من أن أمن مصر القومى خط أحمر إلا أنه فجأة يتحول للبمبى المسخسخ يمكن تجاوزه من قبل الإخوة الأمريكان والأصدقاء الإسرائيلين


يتحول عندها الخط الأحمر فجأة إلى بمبى مسخسخ ونسمع عبارات مثل ضبط النفس والسلام خيار إستراتيجى وكلام من هذا القبيل

..........

فى نشرات الأخبار المصرية تجد الأخبار التى بالصدارة ..مقابلات السيد الرئيس ومؤتمرات الحزب الوطنى وفعاليات لجنة السياسات ثم أخبار الإنفلونزا ( الخنازير والطيور والحمير ...) ..أما أخبار من قبيل الشهداء الفلسطينين فى الأرض المقدسة المُحتلة من الإسرائيلين والشهداء العراقيين بإيدى الإحتلال الأمريكى وأخبار تقسيم السودان وإنهيار اليمن فى حرب أهلية وتدمير أفغانستنان والصراع فى باكستان فتلك أخبار صارت روتينية عادية تماماً كأخبار الطقس والرياضة
.............

..والرياضة التى يُجيش الإعلام لها الجماهير لمبارة كرة قدم بين مصر والجزائر بكل حماس وعنترية ...هل يستطيع أن يناقش فشلنا الرياضى الحقيقى فى الدورات الأوليمبية وانهيار صحة الشباب المصرى وخراب نوادى الشباب فى القرى والمدن المهجورة والمُهملة ..الخطوط الحمراء هنا تصير بمبى مسخسخ ..والدم الحُر هنا يصير ماء

........

أما المسلسلات المصرية تجدها تناقش قضايا غريبة جداً ...الصعايدة ورفيع بيه ووهبى السوالمى ..والغولة التى تسكن الجبل والتى يخافها الناس والست سميرة أحمد وحلقاتها الوعظية اليومية وعالم رجال الأعمال والبورصة والوزراء ...أين هذا من واقع الناس ومن حياة الناس ...هنا يصير إلتزام الفن بواقع مجتمعه خط بمبى مسخسخ من المطلوب تجاوزه

......

...

لذا عندما تجد أن هناك خطوطاً حمراء فى قضية ما فتأكد أنها خسرانة مائة فى المائة

فأنت فى مصر أم الدنيا

.......

وأعلم ...أن هذا المقال بالنسبة لى خط أحمر لن أسمح لأحد بمخالفتى الرأى فيه

...

ولماذا لا يكون لى خطوطى الحمراء ؟

Thursday, January 14, 2010

فى سن الثلاثين



فى سن الثلاثين بين أبى وبينى

فى السن الثلاثين كان أبى مسؤولاً متزوجاً أنجب ولدان موظفاً بالحكومة يتقاضى راتباً محترماً مكنه من أن يستأجر بيتاً ويوفر منه ويتزوج ويساعد أخوته كان مصرياً ينتمى لوطنه ويفخر به عاش بعزة ولو إلى حين .

.....

فى سن الثلاثين أنا غير مسؤول أعزب وبلا أولاد ( طبعاً - مفهومة ) لم أجد عملاً فى الحكومة والأجور فى القطاع الخاص بالكاد تكفيك لتعيش ولذا أضطررت للسفر للخارج لأحظى بفرصة عمل وراتب شبه كافى للحد الأدنى للحياة المحترمة - لا أنتمى لوطنى ولا أفخر به ولا أشعر بالعزة

.....

الفرق بين أبى وبينى

الفرق بين مصر جمال عبد الناصر ومصر مبارك

....

أبى عاش الحياة بحلوها ومرها أنتصر وهُزم

أما أنا فمنعت من الحياة ولم أجربها بعد

....

فى سن الثلاثين بينى وبين أبى

الله هو الله

الأرض هى الأرض

السماء ذات السماء

النهر هو النهر

لكنى لست أبى