Monday, June 18, 2007

ما أشبه الليلة بالبارحة


إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية. حر و عبد، نبيل و عامي، معلم و صانع، و بكلمة ظالمون و مظلومون، في تعارض دائم، خاضوا حربا متواصلة، تارة معلنة و طورا مستترة، حربا كانت تنتهي في كل مرة إما بتحول ثوري للمجتمع كله، إما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين
.................................................................................. .
غير أن عصرنا، عصر البرجوازية، يتميز بتبسيطه التناحرات الطبقية. فالمجتمع كله ينقسم أكثر فأكثر إلى معسكرين كبيرين متعاديين،
إلى طبقتين كبيرتين متجابهتين مباشرة: البرجوازية و البروليتاريا
البرجوازية : ببساطة هى طبقة التجار والمتسلطين المستغلين
والبروليتاريا : هى الطبقات العاملة التى لا تملك سوى عملها وجهدها كمصدر دخل
............................................................................
و البرجوازية حيث ظفرت بالسلطة دمرت كل العلاقات الإقطاعية من كل لون، التي كانت تربط الإنسان بسادته الطبيعيين، و لم تُـبق على أية رابطة بين الإنسان و الإنسان سوى رابطة المصلحة البحتة،
و الإلزام القاسي بـ "الدفع نقدا". و أغرقت الرعشة القدسية للورع الديني، و الحماسة الفروسية، و عاطفة البرجوازية الصغيرة، في أغراضها الأنانية المجرَّدة من العاطفة، و حولت الكرامة الشخصية إلى قيمة تبادلية، و أحلّت حرية التجارة الغاشمة وحدها، محل الحريات المُـثـبَتة و المكتسبَة التي لا تحصى. و بكلمة أحلّت استغلالا مباحا وقحا مباشرا و شرسا، محل الاستغلال المُغلَّف بأوهام دينية . فالبرجوازية جرّدت كل الفعاليات، التي كان يُنظر إليها حتى ذلك الحين بمنظار الهيبة و الخشوع، من هالتها. فحوّلت الطبيب و رجل القانون ورجل الدين و الشاعر و العالم، إلى أجراء في خدمتها .
..........................................................................
والبرجوازية أخضعت الريف لسيطرة المدينة. و أنشأت مدنا ضخمة، و زادت بدرجة هائلة عدد سكان المدن إزاء سكان الريف، منتزعة بذلك قسما كبيرا من السكان من سذاجة الحياة الريفية، و مثلما أخضعت الريف للمدينة، و البلدان الهمجية و شبه الهمجية للبلدان المتحضرة، أخضعت الشعوب الفلاحية للشعوب البرجوازية، و الشرق للغرب .
............................................................
و البرجوازية تقضي، أكثر فأكثر، على تشتت وسائل الإنتاج و الملكية و السكان. و قد حشرت السكان، و مركزت وسائل الإنتاج، و ركزت الملكية في أيد قليلة. فكانت المركزية السياسية، النتيجة الحتمية لذلك. فإنّ مقاطعات مستقلة، تكاد تكون متّحدة لها مصالح و قوانين و حكومات و جمارك مختلفة، حشرت في أُمة واحدة، ذات حكومة واحدة، و قانون واحد، و مصلحة قومية طبقية واحدة، و سياسة جمركية واحدة .
....................................................................................................................
ما سبق كان مقتطفات من " البيان الشيوعى " ......كتبه كارل ماركس وفريدريك أنجلز
.وما أشبه الليلة بالبارحة
..............................
البيان الشيوعى ..أرى أنه تحليل إقتصادى تاريخى لواقع الحياة التى نعيشها ..ربما لم يكن التحليل الوحيد بهذه الصورة لكنه كان عصرياً وبألفاظ واضحة ...
لو أتخذنا الشيوعية كفلسفة إقتصادية سياسية ..نجد أنها رائعة جداً ....فالصراع بين البشر سنة من سنن الكون .. بدوافع متعددة ..من الحقد والغيرة والطمع وأحيانا من شهوة التسلط والقهر ..وأن وجد مجموعة من الناس أنفسهم فى وضع يًمكنهم من إستغلال الأخرين ..فسيقومون بذلك على الفور ..إلا من رحم الله ...
.................
مكان الدين فى الفلسفة الشيوعية ..
لإن الشيوعية نتاج مجتمع غربى ..كانت نظرتها للدين من خلال تاريخ الدين فى المجتمع الأوروبى ...فخبرة أوروبا مع الدين ليست طيبة ..حيث أستغل الرهبان والقساوسة عبر التاريخ الأوروبى الدين لمصلحتهم الشخصية أقنعوا الناس أن الدنيا ملعونة والحياة الأخرة هى الباقية ..وباعوا لهم الجنة بصكوك الغفران مقابل المال .. فى حين أنهم كانوا يستمتعون بالدنيا لأقصى حد ..وعلى مر التاريخ الأوروبى كانت سلطة الكنيسة مرتبطة إرتباط وثيق بسلطة الحكام الطغاة تعطيهم غطاء دينى لإستغلالهم للشعوب ....فكان نتاج ذلك أن رفضت الحياة الأوروبية الدين كنوع من رفضها للإستغلال ...وفى هذا بيان كافى على مدى آثر السلوك على الفكر ..فعلى الرغم من أن الدين لا يسمح بالإستغلال إلا أن تطبيقه الخطأ ..نفر الشعوب منه ...
هذه نقطة يجب أن تؤخذ فى الإعتبار عندما ندرس الشيوعية ...
........................
كثيرون يتهمون الشيوعين بالكفر..
وأرى أن فى هذا قصر نظر
الشيوعية فلسفة إقتصادية سياسية ..
وجدت نفسها مطالبة أن تفسر الحياة والوجود تتصدى لكل المظاهر المعاصرة
....
لنأخذ من الشيوعية الفكرة ...مواجهة الطغاة والمستغلين فى كل زمان ومكان
وجعل الدين بعيدا عن علاقات السلطة المباشرة ..قد يصلح الدين ليكون مرجعية كلية للحكم لكن المشكلة عندما يتخذه الحكام ستاراً لتمرير إرادتهم الإستغلالية الشريرة .....عندها يكون الإختلاف مع الحكام إختلاف مع الله
......................

1 comment:

Anonymous said...

هوبا بس كده انت بقيت تمام