أقترب من الغربة ..حاولت كثيراً ان أؤؤجلها ..ولكنها قدر .
كنت أؤمن سابقاً بأبيات من الشعر للإمام ( الخطابى ) - وهو من أئمة أهل الحديث وكان من مدينة تَدعى " بَست " من بلاد "كابل " من أفغانستان وينتهى نسبه إلى " زيد بن الخطاب " اخى "عمر بن الخطاب " رضى الله عنه
كان يقول فى شعره
وما غربة الإنسان فى شقة النوى .....لكنها والله فى عدم الشكل
وأنى غريب بين بست وأهلها ...وإن كان بها صحبتى وبها أهلى
يقصد أنالغربة الحقيقية كما يراها فى عدم وجود الأقران الذين يماثلوننا فى الطبع والفكر والمعتقد
لا فى غربة المكان
لا فى غربة المكان
فقد ترتاح فى أرض غريبة مع أناس ليسوا أبناء وطنك لكنهم يماثلونك فى المعتقدات والأفكار والرؤى
عن أن ترتاح فى وطنك بين أناس يختلفون عنك فى الفكر والرأى والمزاج
..ولكنى الأن لظروف العمل والبحث عن لقمة العيش كما يقولون مضطر للسفر
..أعترف بأنى كنت أتلكأ فى أن أمضى قدماً فيه ولكن لا مناص ..وكما قال" صلاح عبد الصبور " الراحل العظيم
إعطنى بيتاً وقوتاً ثم اسألنى عن الشرف
آه يا وطنى
بالحق أقول لكم .. أعطنى بيتاً وقوتاً ثم اسألنى عن الغربة والإنتماء للوطن
آه يا وطنى
فى وطن يتمدد فيه الفقر كما يتمدد ثعبان فى الرمل.....لا يوجد مستقبل
فى بلد يمضى الناس فيه إلى السجن بمحض الصدفة... لا يوجد مستقبل .
.فى بلد تتعرى فيه المرأة كى تأكل..................... لا يوجد مستقبل
أى وطن هذا الذى يطرد أبنائه
...وطن حلم شبابه أن يهاجر منه..
.. وطن تدفع فيه مالاً لصاحب العمل كى تعمل
رحمك الله يا " أبا الطيب " حين تقول
وكم ذا بمصر من المضحكات ...ولكنه ضحك كالبكا
ماذا نقول .
.حسبنا الله ونعم الوكيل
كلما يمر يوم أقترب من أن أترك مصر..أحزن !!! أتسأل ... لماذا ؟
وطن يعطى ثماره لشراره .......ويزرع فينا المرارة
ولكنى الأن أحزن ...لماذا؟
آه يا مصر ...نحبك ولكننا نتركك ..لا يسعنا إلا أن نقول ..
" لولا أن أهلك أخرجونى منك ...ما خرجت "
أخرجونا .......عندما لم يوفروا لنا فرص العمل المناسبة
أخرجونا .............عندما أهدرونا موارد بلدنا الهائلة لمصالحهم وأهوائهم
أخرجونا .................................عندما تخلوا عنا
هم فى واد ..ونحن فى واد آخر ..
يا رب يا معين الضنى علىّ......... .أعنى على الضنى
أعنى على الضنى